من رموز البصرة // بقلم الأستاذ الأديب الشاعر المبجل عبدالجبار الفياض /العراق

. . ليست هناك تعليقات:

من رموز البصرة

                  *البُعدُ الثّالث*

   إلى روح استاذي المرحوم محمود عبدالوهاب

على رأسِهِ
تعرّى الأسودُ قطعةَ ثلج
كأنَّ شتاءً من زمنٍ
تبندَلَ بينَ وجهِ سجّانٍ وثغرِ غانية
شارفَ محطتَهُ الأخيرة . . .
دفءاً
يلتمسُ حُضنَ امرأةٍ
تبرّجتْ لعودةِ نوتيّ
طفحتْ عيناهُ بأسرارِالبَحر . . .
وهل للوحَدةِ أنْ تكونَ غيرَ لحافٍ بارد ؟
. . . . .
كيفَ للبصرةِ ألآ تعشقَ نورساً
يستنشقُها وجداً في قلبِ العدويّة ؟
ألآ تُذيبَهُ ملحاً في رغيفِها الأسمر . . .
كيفَ لأماسيها أنْ تنسى صوتاً مبحوحاً يتلو ما تيسّرَ من أسفارِ العشق ؟
كيفَ لها أنْ تمحوَ صورتَهُ عن أبوابِ مدارسِها ؟
ربَما
لكنْ
وقتَ ألآ تكونَ هي
وقتَ أن يفطمَ  البصريُّ شطَهُ الخالَدَ عن هواءِ رئتيْه !
. . . . .
ليلٌ
يعصرُهُ العشّارُ كأسَ نبيذٍ ١
لشفاهٍ
ملَكتْ سحراً من تراتيلِ أوروك . . .
يُمرودُهُ بدعاباتٍ
تُسقطُ أقنعةً
وهبَها الشّيطانُ لأبنائِه . . .
يزيحُ الخالُ فانيا بعضَ همومِهِ بدخانِ سيجارتِه . . .٢
قبالتَهُ
قد يجلسُ هيمنغواي
حاملاً رصاصتَهُ القبرَ في جيْبِه . . .
أو أنْ يُخلفَهُ مورافيا من عاصمةِ الأعمدةِ الرّخاميّة
يقصُّ عليهِ حكايةَ امرأةٍ من روما . . .٣
. . . . .
زنزانتُهُ من صُنعِ يدِه
على قبحِها
يعشقُها
ليستْ من بناتِ السّلمان ٤
تجرُّهُ لخدرِها
لها ما لحزنِ الخنساءِ من غَرابة
ولتلكَ البولونيّة العاجيّة من لِدونة . . . ٥
معَ النّاسِ
يحملُ وزرَ نبيّ . . .
بدونِهم
يتّقد إلى حدِّ الإحتراق . . .
كأنَّ ابتسامةً على وجهِ الجوكندة
غضبَ آلهةِ العَتمة . . 
. . . . .
ليستْ خطىً
يحجبُها بُعْدٌ مُمزّقٌ حيثُ كامو ٦
يبحثُ عن ظلٍّ مُحترِقٍ في دائرةٍ بريخت القوقازيّة . . . 
يا لخُضرٍ و يابساتٍ لحاءاً على ساقِ برهامتِه ٧
ليسَ لجمّارِ النّخلِ قلبٌ أنقى !
لا يُريدُ أنْ يُترفُهُ عن حبلِهِ السّرّيّ هوىً
لجذورٍ
لا تنتمي لأديمٍ
بسنابلَ ملأى في منامِ إخناتون . . .
ما يبتغيهِ أتاه
العشقُ موتٌ مَقلوب !
. . . . .
هكذا
أغلقتْ أبوابَها بألفِ كيْد
تحلمُ أنْ تُصيبَ منهُ منزعَ قوس . . .
إنَّهُ لا يرمي صنارتَهُ في حوضٍ لسمكِ الزّينة . . .
يعود
يحملُ البحرَ جرّةً
لكنَّهُ
لا يحتسي إلآ عُصارةَ يومٍ بصريٍّ
كأساً
تضوعُ برائحةِ الشّتاء . . . ٨
. . . . .
إيهٍ
أبا شُكر . . .
أتعبَكَ عالَمُ الأبيضِ والأسودِ
بأمانٍ غافيةٍ على حافةِ حُلمٍ مسحوقٍ
بسُخفِ تافهينَ
ترى فيهم ما يُغنيكَ عن بَصْق !
تجاوزتَ عُقَبَاً مسّوّرةً بقضبانِ الموتِ
لتغرسَ زنبقةً على قبرِ مُحاربٍ مجهولٍ
سلبتْهُ الحربُ كُلَّ شئٍ إلآ خوذةً
عبرَتْها رصاصاتٌ
وِلدتْ في بلدٍ قَصِيّ . . .
النّوارسُ
لا تُرسَمُ بقلمِ الفَحم !
. . . . .
مُتشابهاتٌ 
من جحيمِ الحجّاج
من ليلةٍ
ابتلعَ قمرَها خوتُ التتر . . .
أيُّ عالَمٍ تتآكلُ أبعادُهُ إلى ماهو أدنى من سَفَه ؟
لكنْ
ما الذي يكونُهُ هذا البصريُّ المنسابُ ألَقاً عندَ نهاياتِ الدّهشة ؟
في عينيْه
حقائبُ سَفرٍ مَختومةٌ بمحطاتٍ
لا تتشابه . . .
لكنَّها
تعرفُهُ وجهاً سومريّاً
لم تغيّرْ ملامحَهُ ليالٍ في غاباتِ السّيقانِ البضّة . . .
. . . . .
وارسو
رفقاً بهذا المُثخَنِ بجروحِ صِباه
فتىً
أسلمَ قلبَهُ لذاتِ دلّ
ثمَ علَّقَهُ على سَفَرٍ
أضاعَ عصاه . . .
إنَّهُ ابنُ السّمراءِ التي ما أشربَتْهُ  قهوةً  شقراء . . .
لكنّهُ
غيرُ ملومٍ بما قادَهُ إليهِ قلب !
. . . . .
حوّاءُ معبدٌ برائحةِ التّفاح
غادرَ محرابَها حافي القدمين . . .
عشِقَ
ولم . . .
كذاكَ الذي جنّبَها في المعرّةِ آلامَ طَلْق . . .
عزَفَ أنْ يكونَ عبداً لسريرِ دليلة
تقصُّ من شعرهِ الثّلجيِّ خصلةَ تفرّدِه . . .
الحياةُ
كما كانَ يهوى
ضاجعَها أميراً
تُطوى لهُ مسافاتُ الرّحيلِ نحوَ الشّمس . . .
نبذَها
فاتحاً لمدنٍ
ليستْ فاضلةً في عُيونِ إفلاطون . . . .١
الكبارُ 
لا يستنسخُهم التّاريخ !
. . . . .
عبد الجبار الفياض
٢.١٨ / أكتوبر

١- قلب مدينة البصرة .
٢- مسرحية للروسي أنطوان تشيخوف
٣- البرتو مورافيا الروائي الإيطالي الشهير ، صاحب امرأة من روما واللامبالي .
٤- سجن نقرة السّلمان سيئ الصّيت .
٥- فتاة من وارسو (بولندا) تعلق بها .
٦- البير كامو حظي باهتمامه .
٧- من أشجار البصرة المعروفة وتنسب إلى النبي إبراهيم الخليل عليه السلام .
٨- من أوائل القصص التي كتبها محمود عبد الوهاب .
٩- المدينة الفاضلة للفيلسوف إفلاطون.

ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

3efrit blogger


أنا أبنك ياعراق وعاشگك حد الجنون لو تخون الدنيا كلها لا تظن أبنك يخون . أنا عــراقـي

تابعونا على الفيس بوك


مؤسسة السياب الإليكترونية تجمع ثقافي عربي بلا حدود

هل تعلمين .. وأنا أبحثُ عنّي ؟! كنتِ هنا فأكتفيتُ بأنكِ امرأتي التي حلمتُ بها لأرتديها قصيدة وألوّنها بالحروف . منى الصرّاف / العراق

# إبتسم .. الدنيا متسوه - ما إجتمع أربعة رجال بمكان واحد إلا وكانت النار وراء أفعالهم ! وما إجتمعت ثلاثة نساء بمكان آخر إلا وأحرقنّ الرابعة الغائبة ! منى الصرّاف / العراق

مؤسسة السياب للثقافة والآداب

مؤسسة السياب للثقافة والآداب

كل عام والمرأة اينما كانت بالف خير انتم نحن .. بعيدا عن فوضى الهويات .. نسكن الارض نفسها ونتنفس الهواء ذاته انه التعايش الانساني المشترك .. تجاوزنا حاجز الثقافة واللغة واسسنا لغة الجمال .. ( بقليل من الطين وكثير من الحب هكذا تصنع الاوطان ) منى الصرّاف / العراق

من منّا حين عجزت أدواته لم يحلم بفانوس سحريّ أو بساط طائر لتحقيق أمنياته ليصحو بعد ذلك لعيش قسوة الحياة ، كيف باستطاعتنا الدخول في معركة بمفردنا نعرف سلفا سنخرج منها بخسارة كبيرة ، حتى لو امتلكنا الشّجاعة لمطاردة أحلامنا ، فكيف نصل الهدف دون معرفة أدواته ، فللشجاعة أيضا أدواتها ، حين تكون اليد خالية فأحلامنا سرعان ما تذبل ، أمّا البطولة فهي تحدث فقط ! دون التخطيط لها . منى الصرّاف / العراق من رواية ( للعشق جناحان من نار )

روايتي ( بتوقيت بغداد ) وفي اول طرح لها في بغداد بعد مشاركتها في العديد من المعارض الدولية الصادرة عن دار النخبة في جمهورية مصر العربية ومجموعتي القصصية ( للخوف ظل طويل ) في طبعتها الثانية الصادرة عن دار كيوان في سوريا ستجدونها في بغداد - شارع المتنبي - مجمع الميالي في دار ومكتبة ... ( الكا ) للنشر وبامكان الدار ايصالها لاي شخص يرغب من المحافظات العراقية حين الاتصال بهاتفهم المعلن على واجهتها . الكاتبة والشاعرة منى الصراف

الـنصوص الأكثر قــراءة من قبل الزائرين

مجلة السياب الليكترونية / قــسم الارشيف

آخر المشاركات على موقعنا

لـــوجـه ابي بقلم الاستاذ الأديب جاسم العبيدي

أهلاً وسهلاً بك أنت الزائر رقم

الصفحة الرئيسية

مـن أجـل سـلامـتـك .... بـس خـليـك بالـبيت 🙆🙋🙇👫

مـن أجـل سـلامـتـك .... بـس خـليـك بالـبيت        🙆🙋🙇👫
نصائح للجميع حول الوقاية من جائحة كورونا: ١- أهمية التباعد الإجتماعي كون فيروس كورونا لم يثبت الى اليوم انتقاله عبر الهواء لذا خليك بالبيت وعند اختلاطك بالناس إحرص ان تكون المسافة بينك وبين الاخرين من متر ونص الى مترين . ٢- غسل اليدين بالماء والصابون بإستمرار ولمدة 40 ثانية عند خروجك من الأسواق والأماكن العامة وتجب ان لا تلمس وجهك أثناء وجودك بالأماكن العامة ، ويفضل عند تواجدك بالأماكن العامة أن ترتدي قفازات عند دخولك البيت يجب وإزالتها . ٣- لست بحاجة إلى ارتداء الكمام الطبي إلا اذا كنت تعاني من العطس او عندك شكوك أنك مصاب بفيروس كورونا ، ولكن يفضل إرتدائها عندما تكون في الأسواق والأماكن العامة حتى تتجنب لمس وجهك دون إدراكك على أن يتم رميها والتخلص منها قبل دخولك البيت وانتبه أن تكون إزالتها عن الوجه بالطريقة الصحيحة حتى تتجنب ملامسة اليد لها وذلك عن طريق رفع الخيط المتصل بالأذن اليسرى بإستخدام اليد اليمنى وسحبها باتجاه الإذن اليمنى أو العكس بالعكس دون ملامسة الوجة الخارجي للكمامة. ٤- إحرص على غسل مقابض أبواب البيت الرئيسية بالماء والصابون عند دخول أي فرد من أفراد العائلة.

About the site to your language

مساحة إعلانية

شروط النشر في مجموعتنا على الفيس بوك

1- يمنع منعاً باتاً مشاركة المنشورات والفديوات في النشر ولوحظ بعض المسؤولين والمشرفين بممارسة هذة الممارسه الخاطئة للاسف يمنع منعاً باتاً منح الموافقات للمنشورات الطائفية والتي فيها تجاوزعلى الذات الالهية والرموز الدينية والتاريخية ومنشورات الاعلانات التجارية 2- يمنع نشر بطاقات التهنئة للمناسبات الدينية والوطنية وتحية الصباح والمساء الامن قبل رئيس مجلس الادارة ومدير التحرير للمجلة ومن ينوبهما فقط 3 -تحدد المنشورة بمنشور واحد فقط للعضوا في اليوم اعتباراً من هذا اليوم1تموز2017 واثنين للمسؤولين والمشرفين تقديراً لجهودهم على الجميع الالتزام بما ورد اعلاه مع الشكر والتقدير للجميع . الاستاذ الأديب الشاعر ماجد محمد طلال السوداني مستشار مؤسسة مؤسسة السياب اليكترونية للادب والثقافة والمشرف الاداري العام للمؤسسة والمسؤول عن تنفيذ سياستها

مساحة إعلانية

مؤسسة السياب للثقافة والآداب للمزيد من المعلومات والاستفسار الإتصال بنا على الهاتف مراعاة الرمز البلد(العراق) 00964 07803776116

تــــنويــة

كاريكاتير اليوم

كاريكاتير اليوم