قصة قصيرة ...... بسمات بطعم ..... بقلم الكاتبةالأستاذة منى الصراف / العراق

. . ليست هناك تعليقات:


وحيداً اسير وأمي  دموعها تلاحقني ، عطركَ وطني يلدغني في مهجري ، أشمه كلما زاد اغتراب روحي .. ونشيد وطني كان لي سجناً ومنفى مظلماً بكياني . وارضاً وحيدة امتلكتها قبل رحيلي في مقبرة  .. غريبا منفيا وروحي تلاشت مع احبة هناك تركتهم يذوقون الذل  الوانا . 
انتفضْ بامواجك يا بحر اقذفها بوجهي ستزداد ناراً من حرارة دموعي .. أمتطيت امواج الموت كما هم اجدادي ! لعل المغامرة تجري في عروقي ! هربت من شظف العيش وأستعصت سبل الرزق في دروبك وضع سياسي آسن  ، بطش ، قتل ، ولا رحمة حتى في اشهر حرماتك .. 
كان يتمتم ببعض من هذه الكلمات كلما جلس أمام البحر يحدث أمواجه . شاب مهاجر أسمر اللون  نحيفاً طويل القامة زادت لحيته السوداء طولا ، كانت كفيلة تلك اللحية ان تضعة في خانة الأرهابين في بلده  حتى أن شعره لم يصل له مقص لحلاق منذ أن ترك تلك الحارة وحلاقها الذي يحب .. كان برفقتة رجلين من تلك المنظمة التابعة للهجرة بتنظيم شؤونه في بلد المهجر أحدهما من أصول عربية وجنسية امريكية مازال يتحدث اللغة العربية  بشكل طليق والأخر امريكي يهمهم ببعض كلمات  عربية ، ربطتهم علاقة جيدة فيما بينهم وكانوا يتسامرون على شاطىء جميل ، امواج البحر تسمع كل همساتهم تثور مرة حزنا وتارة اخرى تصاب بالسكون واحيانا كثيرة كانت تقهقه معهم .. 
قال له رجل المنظمة العربي الاصول كمحاولة  للتخفيف عنه : 
- هل تعلم قد يصاب المهاجر بالفصام ! سيكون من الصعب علية أن يلون نفسه بألوان  اخرى مثل اللغة وعادات وثقافات وتضاريس غير التي ولد فيها وسيبقى حنينه الى ذلك البلد واسير روحه ، وحضن الأم  وعقدة الذنب التي ستلازمه طوال حياته في المهجر لعدم استطاعته الصمود كما هم ابناء بلده ! ..
: حقا ما تقول صديقي خرجت من بلدي أجر قلبي جراً .. ساعود فانتظر مرجعي !؟ رد عليه : 
- يبقى الغريب حزينا أينما يكون . 
أجابه  بشيء من الحزم وبعض من قوه منحها قلبه له  
- نعم أرض غريبة ، لكني سابحث هنا عن حلم وارتدي له جناحاً .. عادت الأبتسامة الى شفتيه وبعض من المرح . قاطعهم الرجل الامريكي اراد ان يجعل من هذه الابتسامات ضحكات تشق  امواج البحر الذي أمامهما : 
- ما رأيكم لو منحتكم بعض من المزاح كي نخرج من هذه الاجواء ..لقد اوجعتم قلبي !
ردوا عليه رجاءاً هيا اخبرنا .. قال لهم : 
- هل تعلمون كيف هي اخبار المهاجرين في هذه البلد واحوال اهله ؟
 قالا له  اخبرنا انت كيف هم !؟ قال لهم بكل بساطة هي  :
ان رأيتم عجوزا اسيوية تسير في الشارع تقبلوها بشكل عادي ! ولكن احذروها ان رأيتموها تقود سيارة ابتعدوا  عنها قدر المستطاع لانه في النهاية ستدعسكم لا محال ! ضحكا بقوة وقالوا له اكمل .. 
- اما في حال رأيتما رجلا اسوداً يرتدي بدلة كما هو رئيسنا فلا تخافوا منه في حين اذا رأيتم رجل اسود يرتدي ملابس فضفاضة  عليكم الخوف والحذر منه ! اما في حال رأيتم اربع رجال يتحدثون اللغة العربية في مطعم فلا خوف منهم .. وان رأيتم  اربعة اخرين يتحدثون العربية وفي طائرة ركاب فخافوا منهم وخذوا حذركم وإذهبوا بسرعة الى الرجل الاسود ذو الملابس الفضفاضة  الذي خفتم منه أول مرة واطلبوا منه المساعدة ! ضحك الجميع بقوة حتى طيور الشاطىء فزعت من ضحكاتهم وطارت عالياً .. 
قال له الشاب وهو يضحك حتى مزاحكم أيها الغربيون له طعم ولون غير الذي في بلادي ! نظر اليه الرجل ذو الأصول العربية وقال له بشي من السخرية : 
- ذكرتني ببيت شعر مازلت  إحفظه  لكني لا اعرف لمن هو : 
كم منزل في الارض يألفه الفتى .. وحنينه ابدا لأول منزل 
اخبره بسرعة البرق انه لأبي تمام الطائي كان من أبرز شعراء العصر العباسي 
نظره اليه بأعجاب  وضحك بشدة  ، وها انا اليوم عرفت انك شاعر يا صديقي .
ذهبوا بعد هذه الجلسة لتكملة سهرتهم في احدى المقاهي لتلك الولاية طلبوا العصائر ، وهو دائما ما كان يطلب الشاي ..
لكن كلمات صديقة الامريكي حول العرب ازعجته بالرغم من اعتبارها مزحة أستمر حديثهم عن الارهاب الذي أكلت  ناره البلدان العربية وهو كان يحاول ان يخبرهم انهم ضحاياه وليس من صنيعتهم  اخبرهم هل تعلمون أننا  كما هي البحيرة الرقراق صفحة الماء فيها كانها مرآة مصقولة فضة براقة والارهاب تلك الفقاعة التي تفجرت على سطحها مشوهة ذلك السطح ،  فقاعة ماء تحمل ذكورة جسد منخور بتاريخ كتبه سراق تعلموا القتل والسلب .. فقاعة متاعب وارهاب ، كانوا يصغون اليه بعناية شديدة وما هي سوى لحظات حتى سمعوا صوت انفجارات قوية لفت المكان بالفوضى والصراخ .. انقلبت الطاولة بعد اصطدامهم بها وكراسي اصبحت فوق رؤوسهم ، ارتموا ارضا وهم يضعون أيديهم والكراسي  فوق رؤوسهم والناس تنظر اليهم بأستغراب  ودهشة ،  فلم تكن سوى العاب نارية ملأت السماء الواناً والناس تصرخ فرحاً لاستقبال العيد الوطني لهم !
قال الشاب المهاجر لصديقة الامريكي :
 - أريت ليس كل الذي نسمعه او نشاهده هو حقيقة الأشياء ، فاربعة رجال عرب في طائرة مقابل الالعاب النارية في هذه المناسبة ! .
منى الصراف / العراق

ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

3efrit blogger


أنا أبنك ياعراق وعاشگك حد الجنون لو تخون الدنيا كلها لا تظن أبنك يخون . أنا عــراقـي

تابعونا على الفيس بوك


مؤسسة السياب الإليكترونية تجمع ثقافي عربي بلا حدود

هل تعلمين .. وأنا أبحثُ عنّي ؟! كنتِ هنا فأكتفيتُ بأنكِ امرأتي التي حلمتُ بها لأرتديها قصيدة وألوّنها بالحروف . منى الصرّاف / العراق

# إبتسم .. الدنيا متسوه - ما إجتمع أربعة رجال بمكان واحد إلا وكانت النار وراء أفعالهم ! وما إجتمعت ثلاثة نساء بمكان آخر إلا وأحرقنّ الرابعة الغائبة ! منى الصرّاف / العراق

مؤسسة السياب للثقافة والآداب

مؤسسة السياب للثقافة والآداب

كل عام والمرأة اينما كانت بالف خير انتم نحن .. بعيدا عن فوضى الهويات .. نسكن الارض نفسها ونتنفس الهواء ذاته انه التعايش الانساني المشترك .. تجاوزنا حاجز الثقافة واللغة واسسنا لغة الجمال .. ( بقليل من الطين وكثير من الحب هكذا تصنع الاوطان ) منى الصرّاف / العراق

من منّا حين عجزت أدواته لم يحلم بفانوس سحريّ أو بساط طائر لتحقيق أمنياته ليصحو بعد ذلك لعيش قسوة الحياة ، كيف باستطاعتنا الدخول في معركة بمفردنا نعرف سلفا سنخرج منها بخسارة كبيرة ، حتى لو امتلكنا الشّجاعة لمطاردة أحلامنا ، فكيف نصل الهدف دون معرفة أدواته ، فللشجاعة أيضا أدواتها ، حين تكون اليد خالية فأحلامنا سرعان ما تذبل ، أمّا البطولة فهي تحدث فقط ! دون التخطيط لها . منى الصرّاف / العراق من رواية ( للعشق جناحان من نار )

روايتي ( بتوقيت بغداد ) وفي اول طرح لها في بغداد بعد مشاركتها في العديد من المعارض الدولية الصادرة عن دار النخبة في جمهورية مصر العربية ومجموعتي القصصية ( للخوف ظل طويل ) في طبعتها الثانية الصادرة عن دار كيوان في سوريا ستجدونها في بغداد - شارع المتنبي - مجمع الميالي في دار ومكتبة ... ( الكا ) للنشر وبامكان الدار ايصالها لاي شخص يرغب من المحافظات العراقية حين الاتصال بهاتفهم المعلن على واجهتها . الكاتبة والشاعرة منى الصراف

الـنصوص الأكثر قــراءة من قبل الزائرين

مجلة السياب الليكترونية / قــسم الارشيف

آخر المشاركات على موقعنا

لـــوجـه ابي بقلم الاستاذ الأديب جاسم العبيدي

أهلاً وسهلاً بك أنت الزائر رقم

الصفحة الرئيسية

مـن أجـل سـلامـتـك .... بـس خـليـك بالـبيت 🙆🙋🙇👫

مـن أجـل سـلامـتـك .... بـس خـليـك بالـبيت        🙆🙋🙇👫
نصائح للجميع حول الوقاية من جائحة كورونا: ١- أهمية التباعد الإجتماعي كون فيروس كورونا لم يثبت الى اليوم انتقاله عبر الهواء لذا خليك بالبيت وعند اختلاطك بالناس إحرص ان تكون المسافة بينك وبين الاخرين من متر ونص الى مترين . ٢- غسل اليدين بالماء والصابون بإستمرار ولمدة 40 ثانية عند خروجك من الأسواق والأماكن العامة وتجب ان لا تلمس وجهك أثناء وجودك بالأماكن العامة ، ويفضل عند تواجدك بالأماكن العامة أن ترتدي قفازات عند دخولك البيت يجب وإزالتها . ٣- لست بحاجة إلى ارتداء الكمام الطبي إلا اذا كنت تعاني من العطس او عندك شكوك أنك مصاب بفيروس كورونا ، ولكن يفضل إرتدائها عندما تكون في الأسواق والأماكن العامة حتى تتجنب لمس وجهك دون إدراكك على أن يتم رميها والتخلص منها قبل دخولك البيت وانتبه أن تكون إزالتها عن الوجه بالطريقة الصحيحة حتى تتجنب ملامسة اليد لها وذلك عن طريق رفع الخيط المتصل بالأذن اليسرى بإستخدام اليد اليمنى وسحبها باتجاه الإذن اليمنى أو العكس بالعكس دون ملامسة الوجة الخارجي للكمامة. ٤- إحرص على غسل مقابض أبواب البيت الرئيسية بالماء والصابون عند دخول أي فرد من أفراد العائلة.

About the site to your language

مساحة إعلانية

شروط النشر في مجموعتنا على الفيس بوك

1- يمنع منعاً باتاً مشاركة المنشورات والفديوات في النشر ولوحظ بعض المسؤولين والمشرفين بممارسة هذة الممارسه الخاطئة للاسف يمنع منعاً باتاً منح الموافقات للمنشورات الطائفية والتي فيها تجاوزعلى الذات الالهية والرموز الدينية والتاريخية ومنشورات الاعلانات التجارية 2- يمنع نشر بطاقات التهنئة للمناسبات الدينية والوطنية وتحية الصباح والمساء الامن قبل رئيس مجلس الادارة ومدير التحرير للمجلة ومن ينوبهما فقط 3 -تحدد المنشورة بمنشور واحد فقط للعضوا في اليوم اعتباراً من هذا اليوم1تموز2017 واثنين للمسؤولين والمشرفين تقديراً لجهودهم على الجميع الالتزام بما ورد اعلاه مع الشكر والتقدير للجميع . الاستاذ الأديب الشاعر ماجد محمد طلال السوداني مستشار مؤسسة مؤسسة السياب اليكترونية للادب والثقافة والمشرف الاداري العام للمؤسسة والمسؤول عن تنفيذ سياستها

مساحة إعلانية

مؤسسة السياب للثقافة والآداب للمزيد من المعلومات والاستفسار الإتصال بنا على الهاتف مراعاة الرمز البلد(العراق) 00964 07803776116

تــــنويــة

كاريكاتير اليوم

كاريكاتير اليوم