رثــــاء الــــذات
----------------------
غريب مدهوش ،أهرب كوني منغمسا في هذا الكون ،قلق أحس شيء متصل بالحاضر ،رفعت عينيَّ نظرت حولي عبر النافذة، لم أجد العالم كما عرفته
سكنني خوف، رغبت تصحيح هذه النظرة ،آمنت بوجودي ،موت يظهر في الضوء الباهت قبيل الفجر، يشّع كملاك ،موتي بالذات ،ادرج تحول كامل لعالم مألوف ،انقلب رأسا على عقب ،واع أن غرفتي لم تعد كما هي، أركض أهرب بعيدا ،حزن اشجار مبللة بماء مطر، مسكني حزن ،آسف جعل الدموع تتجمع في عينيَّ لِلَحظة ،لملمت شتات نفسي بكبرياء ،لم استطيع ان ابوح بمكنونات روحي إلاّ لِأشخاص مختارين ،رجعت عبر شوارع، أتعثر في أوراق خريف صفراء ملتصقة بالرصيف ،للحظة شعرت بوزن البحر، شعرت به ،احساس النهاية أتت ،ينتج موت حقيقي، اكثر فضول وإثارة ،شخص ما يبدأ حياة جديدة ،احساس حركني، أخذ قلبي يخفق ،هوى تركني بلا مساعدة ،أتنفس على عتبة حياة جديدة، نظرت الى هالة نور وجهها ،فهمت قلبي لن يحمل لي اي اعتبار، هوى قلبي بين قدميَّ ،قولي : كيف يمكن لعالم جديد ان يكون مألوفا ،كبيتي غريب كأنه عالم جديد، مليء بشعور من رثاء الذات ،أحببت التمرغ في رثاء الذات، اعتقدت دموعي ستنهمر ،مؤكد بدوت كذئب سيء الطباع، متخفٍ في فراء شاحب ،ليل عدائي مريرا في الخارج، شوارع كئيبة بلا رحمة ،أدركت لم تحشر الكلاب الضالة نفسها في بعضها ،متألم لرؤية جسدي ،في حياة اخرى متروكا بلا حياة في صمت غرفتي ،الوقت والحياة أشياء عابرة لا تدوم ،سألت نفسي مثل شخص غير عاطفي، هربت حياته بعيدا ،جاء الليل شيئا فشيئا تحمله الظلال ،انقطعت الافكار فجأة بنحيب انتهى اليها، أصّم خائفا ،بكاء شجي رتيب ارتفع فجأة صراخ الم ،اختفت الشمس خلف السحب الكثيرة المظلمة، تصر السفر سراعا، ألسنة برق رفيعة واهنة ،تضيء وتومض تختفي في السحاب
أضاءت ألسنة البرق والرعد الوهّاجة ،سحب الامطار ،ظلت تغير مكانها دون أن تقترب أو ترحل ،دوي رعد خافتا لدرجة أنه يُسمع بالكاد ،قطار يلهث، الة تمشي متمهلة ،زادت سرعتها ،الشمس تتعقبني في مقعدي مثل تحرٍّ مبدع
بعد كل منعطف على الطريق او لحظة من الظل آتية من شجرة ،تحرق رقبتي ذراعي باستمرار بشدة مثل رغيف الخبز ،ولم يكن دخان سيجارتي فقط هو الذي ارسله ،للأعلى ولكن العالم ايضا....
**********
د.المفرجي الحسيني
رثاء الذات
العراق/بغداد
30/7/2020

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق