قصة
(شيء من الخوف )
بقلم الاستاذ الأديب هادي عبد الكريم
الليل بهيم والسماء ماطرة والريح تعصف الأبواب وتصدر صريرآ مع أصوات المطر الذي يصفع النوافذ بكل قوة من دون رحمة مع أصوات الميازيب التي خرت حتى أن التيار الكهربائي لم يعاود نشاطه فلذنا بالشموع التي وضعتها أمي لتنير عتمة المكان أما جدتي فقد ألفناها في ركنها القصي في البيت التي اتخذته منذ اليوم الذي أقعهدها المرض وهي تحاول أن تمرن ذاكرتها المليئة بالقصص تحلقنا حولها حتى أن أختي الصغيرة أوسدت رأسها في حجر الجدة فمررت جدتي يدها في خصلات شعرها جعلها تشعر بالنعاس كانت الشمعة قرب الجدة تأكل نفسها وتبعث ضوءآ يتمايل ظله كأنه راية تخفق، توسلنا بها لتقص علينا قصصها المدهشة حتى أذعنت لتوسلاتنا وكنت أكثرهم حماسة لذلك قالت سأروي لكم (قصة خالد) وأسترسلت في الحديث كان الولد خالد يعيش في قرية بعيدة وجب عليه أن يذهب للمدينة لجلب الدواء لوالده على أن يمر بالغابة التي تتوسط الطريق فكانت الأصوات التي تبعث من الغابة غير مطمئنة.
شعرت بالخوف يتسلل ألي ولذت بأطراف ثوب جدتي ،
حتى قالت الجدة :
كانت هناك عيونآ تترصده بعضها تصدر وميضآ كأنها مصابيح وسط الليل .
زدت رعبآ فدفعت نفسي محاولآ جمع أطرافي ولملمة نفسي ملتصقآ بجدتي .
وواصلت الجدةحديثها قائلة :
لم يكن خالد يحمل سلاحآ ، دخل الغابة بكل توجس وتحفظ على مسيره لكنه شعر أنه كان مراقبآ وتتعقبه كائنات يشعر بوجودها ولا يراها أنتابه الخوف مع انه حافظ على أتزانه وهم بالمسير محاولآ الخروج من الغابة بأسرع وقت ممكن لكنه كلما زاد من سيره زاد تعقبه واخذت الكائنات تتخطف حوله حتى مسته هرول وأقشعر بدنه وتيبست شفتاه حتى انه تعثر كثيرآ وكاد أن يقع أكثر من مرة كنت أتفاعل مع أحداث القصة حتى زاد نبض قلبي وخفقانه كنت أود من جدتي أن تنهي القصة فمنعني الحياء من أن توبخني وتفضحني أمام أخوتي بداعي الخوف الحق كنت خائفآ وكان أسلوب جدتي المميز بالقص جعل من قصصها حقيقة لا أختلاف عليها!أرجو أن لا تخافوا هكذا قالت الجدة لم تسمع منا جوابآ وكنا نسمعها لكننا لم نقو على الجواب مسكين خالد قالت الجدة هذه المرة تمكنت منه هذه الكائنات الخفية حتى أختطفته وحملوه بعيدآ وكان يصرخ ويصرخ ويطلب النجدة حتى أنني أنفعلت وصررت على أسناني وشددت أطراف ثوبي من الهلع أنكمشنا حول الجدة لكنها كانت تسترسل بالقص وتجد لذة في ذلك فأما أنا وأخوتي فأكلنا الخوف وبعضنا نام في حضنها وبعض لاذ تحت دفء يديها كان منظرها كدجاجة أرخت أجنحتها لفراخها لكنها كانت تقول آه لو تعرفون ماذا حل بخالد؟
نام الجميع الأ أنا وجدتي أنتظر بصبر نافد ماذا حل بهذا الولد ...
ماذا حل به ياجدتي؟
قالت الجدة و هل تعلمون أن خالد كم كان يتألم ؟
فألححت عليها ماذا حل به أرجوك؟
فهقهت عاليآ وقالت : لم يحصل للمسكين شيءلأنه كان يحلم !

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق