أصل الحكاية
الثقافة ليست مهزلة
حين حدثتكم في منشوري السابق عن الدور السلبي للمنابر في حياتنا الثقافية، كنت قد محورت حديثي حول مسألتي الترغيب و الترهيب و سوء استعمال المنابر لهاتين الميزتين
لكن أحد الذين تعقبوا منشوري ذاك، قال بأن ميزتي الترغيب و الترهيب هما من أساليب القرآن الكريم في الخطاب - أي ليس لي من حق التعريض بهما ما دام القرآن الكريم قد شرعهما باعتبارهما شكلا من أشكال التربية و التوجيه و تقويم الأفراد وفق أسس سليمة -
قلت: الترغيب و الترهيب سلاح فعال و مجد، شريطة استعمالهما بتقنية و احتراف، و أيما امرئ أساء استعمال هذا السلاح! فقد أبعد النجعة و خاب في مسعاه، و ترك بصمة مشينة في تاريخ التنمية البشرية و الإدارة و التوجيه! و هذا ما وقع به أصحاب المنابر [ السياسي- الإعلامي- الديني- التربوي ] إذ جعلوا من الترغيب و الترهيب مطية لأجنداتهم و أغراضهم بدلا من جعلهما أداة تصحيح و تسوية للسلوك! فكانوا في ذلك وبالا على أممهم و مجتمعاتهم! و كانوا أداة تكريس لمجتمع مريض و متخلف.
أيها الأحباب:
كانت الغاية من سلسلتي هذه "أصل الحكاية" أن تكون توطئة لمشروع كتاب ضخم جدا في مجال تنمية الموارد البشرية، أسميته ب =نظرية النطق= أرسم من خلاله: أدق التفاصيل في مسألة إنشاء و تسطير العلاقات بما يجعلها علاقات إنسانية راقية متوازنة و بناءة؛ و ذلك وفق نظرية، ملخصها: أن أدوات تثقيف الإنسان قد تكون أدوات هدم أو بناء له
فإن كنت أنا الذي يثقف نفسه أو كنت أنت الذي يثقفني، فالأمر يحتاج إلى رؤية واضحة و تمكن من أدوات العمل، و تقانة في العمل بما يضمن أفضل النتائج و أحسنها
تكمن المشكلة أنه عندما تشتد حبكة الفكرة اضطر للتوقف عندها خشية الإطالة!
- و كتب: يحيى محمد سمونة -
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق