أصل الحكاية
《هكذا يجب أن نكون》
في العام /2005/ كانت الرؤى و الافكار قد استوت و نضجت و تبلورت عندي، و كنت قد غدوت على نظرة استشرافية راسخة، متجذرة
و كان التفسير الذي نقلت عن الشيخ المفسر العلامة اللغوي أبي عبد الرحمن بن عقيل، قد ساهم إلى حد بعيد في تعميق ثقافتي اللغوية و تمكني منها، بل إن الشيخ المفسر قد ترك بصمة في حياتي لن أنساها أبدا ما حييت، ذلك أن طريقته في تناول الأمور لم تكن عادية، بل كانت غاية في القوة و البلاغة و العظمة، و إنك تجد فيها فروسية فارس متمكن، يحاور و يناور ببراعة و احتراف و قدرات باهرة.
لقد أخذت عن الشيخ المفسر فكرة، مفادها: أنه لا يمكن للمرء تحقيق القول في مسألة ما، حتى يستقصي و يحصي جميع الأقوال فيها، و من ثم يشرع يقارن و يوازن و يرجح، و ذلك على علم و ليس عن قناعة ولا تحت تأثير مؤثر خارجي يطغى عليه فيحرفه عن رؤية الحق
أيها الأحباب:
لقد بدأت اﻷفكار تتراقص في مخيلتي بشكل عجيب، و كل فكرة منها كانت مشروع كتاب يمكنه أن يضفي بصمة باهرة إلى ساحة الثقافة العربية على وجه الخصوص، و إلى ساحة الثقافة الإنسانية على وجه العموم
لكنني اخترت الفكرة الأهم و الأقوى، و التي يمكن لها أن تحدث نقلة نوعية في ثقافة الإنسان المعاصر، كان على إثرها كتابي " نظرية النطق "
أيها الأحباب:
حين قلت لصديقي - بعد ان أطلعته على فكرة الكتاب و الخطوط الرئيسة فيه - قلت له بنظرة تفاؤلية: غدا يرفع فلاسفة الغرب القبعة لهذا الكتاب، تبسم صديقي عندها و قال: هذا الكلام سابق لأوانه، لأنه لا بد أولا من توضيح الفكرة بما لا يدع مجالا للعدول عنها
قلت: هو كتاب صيغ بطريقة عملية يراد منها صقل و تنمية آلة الفكر لدى الإنسان العاقل، أي ليس الكتاب عبارة عن أفكار تنظيرية، بل هو نظرية في معالجة نمط التفكير بما يضمن توجيهه الوجهة السوية
- و كتب: يحيى محمد سمونة -
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق