معارك الوجع الموغل في تلافيف الجرح العراقي..
د.هاشم عبود الموسوي
منذ يومين وأنا أسأل عن غياب بعض طلبتي من الحضور الى دوامهم الرسمي في الجامعة .. فيجيبوني زملائهم .. بأن المعارك العشائرية في شمال مدينتي هي المانع من حضورهم .. وكأن داحس والغبراء قد إنبعثا من جديد في قرننا الحادي و العشرين .. فكتبت :
زمن البسوس
د.هاشم عبود الموسوي
كانت تبشرنا الرياح
بان غيما سوف يأتي
حاملا للعشب أحلام السنين
والأرض تترع بالخصوبهْ
وسوف يأتي العائدون
بسفائن غنت لها الأمواجْ
في عرض البحار
لكنها ارتدت تباعدها الرياح
وقاتلي المجهول قد خط العبارهْ
ودسها من تحت بابي
ألا أعود كظل شُجيرةٍ
وقت الظَهيرهْ
فكيف لي أن أستريحْ
والريح نفس الريحْ
في عصف تصيحْ
ويفوح لي عطر التراب
ذاك الذي
قد كان عفر وَجْهيَّ
بالبراءة والطفولةْ
* * *
عند اكتظاظ الحزن
يجلدني السؤال
ماذا جنيتُ
من اصطحاب الريح
في كل المسافات القصيهْ ؟
وتعبت حسبيّ
لم أزل بشرا سويا
آواه من سجن .. إ بي أغريب
وصحراء السماوهْ
* * *
من حطني في ساحل البحر
وأودعني السلامهْ ؟
والريح نفس الريحْ
مازالت تولول
نشرة الأخبار
تعلن كل يومْ
ما تشتهي منا المنايا والقبورْ
وتفجر العبواتِ
في سوقٍ , ومدرسةٍ ..
وساحةِ انتظارْ
قبل الصلاة وبعدها
يترحم المترَحمونْ
هي ذي أشلاءُ بعض الحالمينْ
وبقايا من بقايا عابرينْ
نزفها نُذرا لمعركة البسوس
وربما انتصر البعوضُ
على البعوضْ
والكل تذروه الرياحْ
ولست معتصماه
يسرج خيله عند الصباح
لصراخ طفل يستغيثْ
ولهاث شيخ يستغيثْ
وعويل أم تستغيثْ
بؤساء في زمن السياسة والفجورْ
فكفى التستر بالريّاء
وكفى التستر باللحى
وكفى بغاء
الأرض قد شبعت دماء...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق