قصيدة ...
امرأة مدهشة
بقلم / على حزين
1
أنا مللت الرتابة في الحب
وسأمت كل طرقه التقليدية
ومللت المرأة المتسلطة
والمرأة الروتينية
والتي ليست لها قضية
والتي لا تجيد القراءة والكتابة
ولا الحساب ,
وليس عندها كيمياء
والتي لا تعطيني كل يوم
من فمها أجمل هدية
لذا فأنا أبحث عن امرأة , متحررة , عفوية
تغتالني بنظرة من عينيها الحُوريَّة
فأنا مللت المرأة التافهة
والمرأة التائهة , التي لا هي نائمة
ولا هي صاحية
والتي ليست عندها هدية
2
أنا ما زلت أبحث عن امرأة
تلوّن حياتي بطعم الفرحة
وتملأ دنياي بالبهجة
والضحكة الطفوليَّة العذبة
وترضى أن تقوم بدور البطلة
في حياتي المعقدة لأقصى درجة
ومملة لأقصى درجة
وخيالية , وهمجية , وفوضوية , وبوهمية ,
وأنا أريد امرأة غير تقليدية
فأنا مللت المرأة البسيطة
والمرأة المتكررة ,
والمرأة الدُمية
3
أنا ما زلت أبحث عن امرأة
تخرج من عالم الأساطير القديمة
ومن الكتب القديمة , والحكايات القديمة
ومن كتاب ألف ليلة وليلة
امرأة أسطورية , خرافية , ودود , رءوم ,
حانية , جميلة , رومانسية ,
حورية تهبط من السماء كالهلال في ليلية قمرية
تأخذني إلي عالمٍ مجهول الهوية
ليس فيه إلا الحب , والأحلام الوردية
امرأة ليست متكررة كفصول السنة
امرأة دائماً متجددة ,
امرأة مدهشة ,
4
أنا ما زلت أبحث عن امرأة
مجنونة بالشعر والأبجدياتِ
تحب اللعب والضحك والحرية
صدرها كبير بحجم الكرة الأرضية
امرأة جميلة , بابتسامة جميلة
فيها كل التناقضات منسجمة
حريرية , فوضوية , منظمة ,
ثائرة , جادة , مثقفة , عفوية ,
غزالة شاردة , بسيطة , لينة وقوية ,
كأجمل لوحة زيتية , أو قزحية
امرأة حوت بداخلها كل نساء الأرض
تدخلني كل لحظة إلي عالم الفرحة
تلاعبني لعبة الكلمات المتقاطعة
ومن يفوز منا يعطي الأخر هدية
5
فأنا دائماً أحتاج إلي الابتسامة
أحتاج إلي شيء مختلف ذي قيمة
وإلي امرأة مختلفة غير تقليدية
أحتاج إلي امرأة تكره الروتين والرتابة
كما أكره أنا المصابيح المطفأة
والأماكن العالية , والمغلقة
والدكتاتورية في الحب , والطبقية
والنمطية , والعنصرية والبرجوازية
فأنا منذ جئت إلي هذه الحياة
وحياتي كلها مأساة
مسلسل حلقاته كلها درامية
مسرحية هزلية , مسرحية هابطة
مضحكة أحيانا , ومبكية
أيامي كلها متشابهات
ليس فيها ضحكة , أو فرحة
ليس فيها بهجة , أو سعادة , أو هناء
ليس فيها حتى ابتسامة يتيمة
أنا باختصار قصيدة حزينة
أنا لوحة قاتمة الألوان سوداوية
6
أنا ما زلت أبحث عن امرأة
تطعمني كل يوم ألذ وأشهى الثمار
من عناقيدها اليانعة المذللة العفوية
وتسقيني كل صباح قطفة
من عصير المانجو والفراولة
وكوباً من اللبن المحلّى بعسل الخلية
ثمارها دائما طازجة وشهية
امرأة حريرية
تدثرني بشعرها الطويل كالخميلة
وتحيطني بزراعيها لتدفئني
في الليالي الشتوية الطويلة
وتمسح عن جبيني
كل ما علق به من أحزان
وكل ما كان من أيام الجاهلية
وفي لحظة أسافر في عينيها
إلي عوالم وردية
ملكة أندلسية , عروس فرعونية
تغني لي كل يوم أجمل أغنية
للحب وللحياة وللحرية
وفي الصيف تبرد جسدي بماء الورد
الخارطُ من جسدها الخرافي
وتدللني كطفل صغير
وتلهيني بلعبة جميلة
وتعطيني أجمل هدية
وأنا أنظر في عينيها العسلية
********************
بقلم / على السيد محمد حزين ــ سوهاج ــ مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق