قصة قصيرة
( حدود )
عاشقٌ لايعرف مالذي يريده ضاعَ بفلسفتهِ الرديئة وعاشقةٌ لاترتدي سوى الكفن بهذا العشق في زحام وفوضى مدينة ..
أخبرته مرة :
آه لو استطاعَ هذا القلم أن يواري الثرى كل أيامي معكَ ، واقلب الصفحة لأراكَ قد دُفنت بين زوايا ذاكرتي !
رد عليها بشيء من الثقة
- هه يصعب عليكِ دفني او كرهي فحبكِ لي كبير ! ولن تجني من كل محاولاتك للإبتعاد عني سوى الآسى ..
اجابته بحزن شديد
- نعم فشلت في المرة الاولى والثانية وحتى الثالثة لكن هناك رابعة وعاشرة سانجح حتما في احداها !
رد عليها ويداه تملسان شعر راسه الاسود الكثيف
- حبيبتي انها امور تافهة وصغيرة تحدث بيننا عليكِ تجاهلها وعيشي كما المحبين !
اجابته بسرعة والغضب كما الشرر اتقد في عينيها
- انك تلوث هذا الحب وتستمتع حتى بالتلوث .. !
ولكي تكون كبيرا عليك عدم تجاهل الامور الصغيرة التي تدعيها ! تعرف انني لم اطلب منك او من هذه الدنيا شيئاً .. دائماً انتظر ماتجوده لي الايام وبعدها اقدم لها الشكر وبذلك تعلمت ان لا اعيش بالأسى والحزن والتمني ..
كم احب ان الون حياتي ولا اعيش بالظل كما هي حياتي الان معك
اجابها بثقة المتفلسف
- لمَ تعطي اعتبارات للالوان ..وتعطين مكاناً للظل وهو بلا مكان !؟
كان الشارع مزدحم بالمارة واصوات المنبهات للسيارات تضيف ازعاج اخر فوق الذي تشعر به وهي تسير بخطى مثقلة مع الحبيب كي يصلا للمكان الذي اعتادا الجلوس فيه ، مقهى هادىء وجميل لا ينساب منه سوى صوت موسيقى ساحرة ونظرات صاحب المقهى لتلك الجميلة مع ذلك الحبيب الذي يشعر بداخله انه لايستحقها .
جلسا بنفس المكان الذي اعتادت قدماهما ان تسير اليه حتى دون اتفاق مسبق .. اخبرته وهي تنظر الى عينيه بنظرة ثاقبة
- اريد لحبي ان يحيا بالالوان كرهت سواد ايامي وظل يتبعك !
- لا عليكِ ساترك لكِ الخيار ..أن لم ترضي ان تكوني لي ظلا فاقبليني ظلا ، وساتبعكِ الى اي مكان ..
اجابته بحزم
- تبا لا اريدك ظلا يتبعني بل اريد التوحد فيك لنسخر من ظل اسود يتبعنا ، هل تعلم انك اوجعت قلبي بكل تلك الترهات والتحليلات ، كم احببت أن تتخلى عن ابجديتك الرديئة بحبي وتترك عنك كل تلك المراهنات والتحديات في حياتك !
- حبيبتي انتِ .. ليكن حبكِ لي بدون اي احتمالات اذن ؟
عادت نبرة الغضب بصوتها وثقة كبيرة وعزم كانت لأول مرة تشعر بها منذ سنواتها الثلاث التي قضتها معه بمرها اكثر من حلاوتها
- هل تعلم أدركت أخيراً بأني تلك الغبية التي احبتكَ بلا حدود واحتملتكَ بلا حدود وانت كنت تضاجع كل حدودها !؟
اجابها بزهوا قد بدا على صوته ووجه الاسمر واضحا
- وها انتِ مرة اخرى تقرأينني بالمقلوب !؟
ردت عليه بحروف قليلة خرجت من بين صرير اسنانها ، انتفضت من مكانها وهو يرفع راسه وينظر لتلك الوقفة والواثقة لاول مرة يراها بهذا التحدي ..
- والله انتَ الذي ترسم العالم بالمقلوب لذلك ترى كل الامور بالمقلوب ! ولهذا قررت اخيرا مغادرتك بالمقلوب ايضا ..!
بقلم. منى الصراف / العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق