ذو القروح // بقلم الأستاذ الأديب الشاعر المبجل عبد الجبار الفيّاض /العراق

. . ليست هناك تعليقات:

على هامش ( قفا نبك)

                    ((ذو القروح ))

ماضٍ عجوز
يلتقطُ الأيّامَ بحذرِ قرصانٍ
خذلتْهُ الأشرعة . . .
بألفِ رُقعةٍ ورُقعة
يرمّمُ ما اهترأ . . .
ذهبَ بعيداً إلى وراء . . .
مَنْ باكرَهُ
أمسى عليهِ بكنانةٍ فارغة
يلتصقُ بظله قبراً . . .
مرعبٌ
ما ينحتُهُ الظّلام !
خمرةٌ
توقّفَ في دنانِها الزَّمن . . .
مُرٌّ تعسَّرَ
فطابَ في جماجمَ عالَمَاً
بلَّ عروقاً
جفّتْ من لُهاثِ غزْو . . .
. . . . .
شتّان بينَ هذهِ وذاك
لا يُريدُ ليومهِ أنْ يُسْترَق
أنْ يتنفّسَ برئةِ غيرِه
تغريدةُ الأقفاصِ ألحانٌ سَجينة . . .
ساعتُهُ
امرأةٌ وكأس
ولْتقفْ جهنمُ خلفَ الباب . . .
. . . . .
دمون *
عاشرَها امراةً حضرميّة
ما فتحتْ خباءَها إلآ لحاملِ غدِهِ مَتاعاً ليومِه . . .
لا كما آخرينَ غُفاةً مَرّوا
لم يعرفوا
كيفَ تُفضُّ مُتعةٌ عذراء؟
دُنياهُ يرى
غيرَ ذاك
لا أكثرَ من كأسٍ
يُراقُ تحتَ أقدامِ غانية . . .
ما أجملَ أنْ تكونَ المرأةُ هي المنفى
الخمرةُ فضاءً في زنزانة !
. . . . .
جمعَ كُلَّ لوْمٍ وأحرقَه . . .
يختلسُ من ساعاتِهِ فُسحةً هنا
أخرى هناك
خيمةً من لذَّة
يضاجعُ لياليهِ بشبقِ عائدٍ من أَسْر . . .
يتَّبعُهُ حفنةٌ
لها شيطانُهُ غوى
ليس في دنياهُم ما يُثقلُ لهم مَتْناً
يطاردون زمنَهم صهيلاً من دونِ خيْل . . .
ما غيرُ زِ قٍّ يجمعُهم
يفرّقُهم أيدي سبأ حينَ يَهَبُ آخرَ ما عندَه ؟
. . . . .
لعلَّها أضغاثُ أحلام
رأيتُهُ . . .
يدخلُ بمنجردِهِ كليّةَ الآداب **
يبحثُ عن قفا نبكِ
بِكْرِ ما عمّدوهُ بماءِ الذّهب . . .
عبرتْ مُنعرجاتِ أزمنةٍ
برداءِ أميرةٍ من كِنْدة . . .
كشفتْ عن ساقيْها في صروحٍ مُمَرّدة
يا لسحرٍ وما حوى . . .
عُشّاقُها
صُرعوا بحُسنٍ بدويّ . . .
أمتكأُ أُنْسٍ ويُستضاءُ بسواها ؟
خاتمتُها بِدء !
. . . . .
وَجدَ(فاطمَ) بينَ مَهواتِ البصرة
مُهفهفةً بيضاء
بنافرٍ
تيّمَ مَنْ رأى . . .
أزرارٌ
أتعبتْها الحِراسة !
لم تزلْ نؤومَ ضُحى
ولأنَّها . . .
تمنّعتْ . . .
كأنَّ الغبيطَ لم يمِلْ بهما يوماً معاً ! ***
. . . . .
اتسعَ خرْقُهُ
أينَ مَنْ شَخَصَا دمعاً على طَلَل ؟
ما كانَهُ بلحافِ مُطفِلٍ لذي تمائِم ؟
أينَ دارةُ جُلْجْل ؟
ثيابٌ
كُورتْ بنَزقٍ
أخفى ما أباحتْهُ خائنةُ عيْن !
لا أجملَ من ماءٍ يلبسُهُ حُسْنٌ عارٍ
يضوّعُ برائحةِ إناثٍ لم يطمثْن . . .
لِمَ يُسترُ ما وِلدَ عارياً ؟
. . . . .
وجدتَني معهُ في ليلهِ البحرِ الطّويل
نحتَسيها في حانةِ (ماري)
ما اعتمرتْ بليلٍ مُعتِكر . . .
قرأتُ لهُ :
(تطاولَ الليلُ علينا دمون . . . دمون إنا معشر يمانون )****
شاحَ بوجهٍ
لِما يكابدُهُ المُحتضرُ أقرب . . .
ترقرقتْ نجدُ في جَفنيْهِ دمعة
في جوفهِ
أفرغَ ما في الكأس . . .
ملأََ قربتَهُ خمراً
وخرج . . .
. . . . .
أجملْ بساعةٍ
وهبتْ ما أضناهُ  مُختصرَاً في عيونِ امرأة !
كأنَّ الشّمسَ تكتبُ قصيدةَ شروقِها الأوّل لحظةَ التقيا !
بينَ ثأرٍ وعِشق
يغلقُ صفحةَ سيفِهِ المهزوم . . .
احتراق
كُلُّ شئ ذَوَى 
لتحترقْ قصائدُ الغزل . . .
إذْما يصيرُ الموتُ رمادَ عِشق
يُبعثُ العاشقُ روحاً دونَهُ هامات  عصرِه . . .
. . . . .
هامَ في كُلِّ واد
ثمِلَ . . .
عانقَ . . .
بكى . . .
جمعَ في حوزتهِ كُلَّ الأضداد
شاعراً
يخرجُ من عرش . . .
ما الذي حمّلَهُ إيّاهُ أبٌ
أحرقَ موتُهُ خيمةَ منفاه ؟
ليُمسيَ قبراً
لا عينَ تبكيهِ  من كِندة . . .
مُحاق
حرارةُ عِشق
برودةُ موْت
نسرٌ يفقدُ قوادمَه . . .
إغفاءةٌ
حبّذا لو كانتْ في دمون !
أما زالتْ بينَ الدّخولِ وحوملِ ذكرى تندى من دمع ؟
أتذرفُهَ على رِمّةٍ في أنقرة على بُعدٍ فاطم ؟
رُقِنَ قيدُهُ مَلِكاً
شاعراً شرِبَ عشقَهُ سُمَّاً
يكتبُهُ الخلود !!
. . . . .
عبد الجبار الفيّاض
نيسان / 2018

* موطن أبيه وقاعدة ملكه في حضرموت .
** الحصان الضامر القوي قليل الشعر .
*** الهودج الذي تركبه المرأة على ظهر البعير .
**** من قصيدة لامرئ القيس .

ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

3efrit blogger


أنا أبنك ياعراق وعاشگك حد الجنون لو تخون الدنيا كلها لا تظن أبنك يخون . أنا عــراقـي

تابعونا على الفيس بوك


مؤسسة السياب الإليكترونية تجمع ثقافي عربي بلا حدود

هل تعلمين .. وأنا أبحثُ عنّي ؟! كنتِ هنا فأكتفيتُ بأنكِ امرأتي التي حلمتُ بها لأرتديها قصيدة وألوّنها بالحروف . منى الصرّاف / العراق

# إبتسم .. الدنيا متسوه - ما إجتمع أربعة رجال بمكان واحد إلا وكانت النار وراء أفعالهم ! وما إجتمعت ثلاثة نساء بمكان آخر إلا وأحرقنّ الرابعة الغائبة ! منى الصرّاف / العراق

مؤسسة السياب للثقافة والآداب

مؤسسة السياب للثقافة والآداب

كل عام والمرأة اينما كانت بالف خير انتم نحن .. بعيدا عن فوضى الهويات .. نسكن الارض نفسها ونتنفس الهواء ذاته انه التعايش الانساني المشترك .. تجاوزنا حاجز الثقافة واللغة واسسنا لغة الجمال .. ( بقليل من الطين وكثير من الحب هكذا تصنع الاوطان ) منى الصرّاف / العراق

من منّا حين عجزت أدواته لم يحلم بفانوس سحريّ أو بساط طائر لتحقيق أمنياته ليصحو بعد ذلك لعيش قسوة الحياة ، كيف باستطاعتنا الدخول في معركة بمفردنا نعرف سلفا سنخرج منها بخسارة كبيرة ، حتى لو امتلكنا الشّجاعة لمطاردة أحلامنا ، فكيف نصل الهدف دون معرفة أدواته ، فللشجاعة أيضا أدواتها ، حين تكون اليد خالية فأحلامنا سرعان ما تذبل ، أمّا البطولة فهي تحدث فقط ! دون التخطيط لها . منى الصرّاف / العراق من رواية ( للعشق جناحان من نار )

روايتي ( بتوقيت بغداد ) وفي اول طرح لها في بغداد بعد مشاركتها في العديد من المعارض الدولية الصادرة عن دار النخبة في جمهورية مصر العربية ومجموعتي القصصية ( للخوف ظل طويل ) في طبعتها الثانية الصادرة عن دار كيوان في سوريا ستجدونها في بغداد - شارع المتنبي - مجمع الميالي في دار ومكتبة ... ( الكا ) للنشر وبامكان الدار ايصالها لاي شخص يرغب من المحافظات العراقية حين الاتصال بهاتفهم المعلن على واجهتها . الكاتبة والشاعرة منى الصراف

مجلة السياب الليكترونية / قــسم الارشيف

آخر المشاركات على موقعنا

لـــوجـه ابي بقلم الاستاذ الأديب جاسم العبيدي

أهلاً وسهلاً بك أنت الزائر رقم

الصفحة الرئيسية

مـن أجـل سـلامـتـك .... بـس خـليـك بالـبيت 🙆🙋🙇👫

مـن أجـل سـلامـتـك .... بـس خـليـك بالـبيت        🙆🙋🙇👫
نصائح للجميع حول الوقاية من جائحة كورونا: ١- أهمية التباعد الإجتماعي كون فيروس كورونا لم يثبت الى اليوم انتقاله عبر الهواء لذا خليك بالبيت وعند اختلاطك بالناس إحرص ان تكون المسافة بينك وبين الاخرين من متر ونص الى مترين . ٢- غسل اليدين بالماء والصابون بإستمرار ولمدة 40 ثانية عند خروجك من الأسواق والأماكن العامة وتجب ان لا تلمس وجهك أثناء وجودك بالأماكن العامة ، ويفضل عند تواجدك بالأماكن العامة أن ترتدي قفازات عند دخولك البيت يجب وإزالتها . ٣- لست بحاجة إلى ارتداء الكمام الطبي إلا اذا كنت تعاني من العطس او عندك شكوك أنك مصاب بفيروس كورونا ، ولكن يفضل إرتدائها عندما تكون في الأسواق والأماكن العامة حتى تتجنب لمس وجهك دون إدراكك على أن يتم رميها والتخلص منها قبل دخولك البيت وانتبه أن تكون إزالتها عن الوجه بالطريقة الصحيحة حتى تتجنب ملامسة اليد لها وذلك عن طريق رفع الخيط المتصل بالأذن اليسرى بإستخدام اليد اليمنى وسحبها باتجاه الإذن اليمنى أو العكس بالعكس دون ملامسة الوجة الخارجي للكمامة. ٤- إحرص على غسل مقابض أبواب البيت الرئيسية بالماء والصابون عند دخول أي فرد من أفراد العائلة.

About the site to your language

مساحة إعلانية

شروط النشر في مجموعتنا على الفيس بوك

1- يمنع منعاً باتاً مشاركة المنشورات والفديوات في النشر ولوحظ بعض المسؤولين والمشرفين بممارسة هذة الممارسه الخاطئة للاسف يمنع منعاً باتاً منح الموافقات للمنشورات الطائفية والتي فيها تجاوزعلى الذات الالهية والرموز الدينية والتاريخية ومنشورات الاعلانات التجارية 2- يمنع نشر بطاقات التهنئة للمناسبات الدينية والوطنية وتحية الصباح والمساء الامن قبل رئيس مجلس الادارة ومدير التحرير للمجلة ومن ينوبهما فقط 3 -تحدد المنشورة بمنشور واحد فقط للعضوا في اليوم اعتباراً من هذا اليوم1تموز2017 واثنين للمسؤولين والمشرفين تقديراً لجهودهم على الجميع الالتزام بما ورد اعلاه مع الشكر والتقدير للجميع . الاستاذ الأديب الشاعر ماجد محمد طلال السوداني مستشار مؤسسة مؤسسة السياب اليكترونية للادب والثقافة والمشرف الاداري العام للمؤسسة والمسؤول عن تنفيذ سياستها

مساحة إعلانية

مؤسسة السياب للثقافة والآداب للمزيد من المعلومات والاستفسار الإتصال بنا على الهاتف مراعاة الرمز البلد(العراق) 00964 07803776116

تــــنويــة

كاريكاتير اليوم

كاريكاتير اليوم