قوة الشعر كامنة في ابداع استراتيجيات حقوق الإنسان ~~~ بقلم الأستاذ الشاعر الدكتور محمد ازلماط

والحق ان الشعر أمله تغيير بعض السلوكيات التي تتنافى مع قيم حقوق الإنسان ،ولها وقع سلبي على الانساق الاجتماعية،غير انه يبقى التمادي في الفعل السلبي ولا يتحقق وقوع التغيير ،ولا الالتزام باحترام حقوق الانسان،بالرغم ان هناك شعور بضرورة التغيير السلوكي.فلكي يحدث الشعر التغيير في بنيات القيم والأخلاق المجتمعية وترسيخ مبادئ الحقوق الإنسانية يتطلب تشغيل العقل الباطني الذي يقوم على الإدراك والانجذاب إلى الحرية التي ترتبت عنها تنمية الذات لتفادي الهروب والجمود والانفعال.
  فللشعراء آراء دوما يتساءلون عن التغيير انطلاقا من التحديات المؤلمة السلبية للتغيير،بالصراع الذي كان قائما بين البيض والأسود حول سلوك العنصرية،ظهرت أصوات تطالب بتغييره والتركيز على الزوجية التي أثرت في البيض وكانت قوة الدافع في الواقع في رصد الآلام  لإحداث التغيير وتحقيق هوية الذات وشخصانيتها،ويتضح ذلك في شعر أيمي سزار الذي يقول:
زنجيتي ليست ببرج ولا بكتدرائية
بل امتداد من أعماق الأراضي السهباء
امتداد من لقائك تلك السماء المتوهج
صدى حركة الزنوجة
  فالشعر أخذ من الزنونجة قيما أخلاقية التي اعتبرها حقوقا يجب الدفاع عنها للاعتراف بالإنسان الأسود او الملون البشرة داخل المجتمع.فالشعراء حين يرصدون معاناة المجتمع..فهم ينفصلون عن الواقع المتردي..ويتجردون من الأفكار السلبية،حيث يحاولون التخلي عن المواقف الماساوية الناتجة عن الإدراك الحسي،وانغماسهم في الإدراك الحدسي لبناء رؤيا انسانية،تتخلص من كل السلوكيات الفعلية اللاإنسانية  المترتبة عن الاستغلال والاستبعاد والاستبعاد والاستبداد والحقد والغضب،وتشكيل استراتيجيات فكرية لحقوق الإنسان مبنية على الأفكار الودية المتالفة الصادرة عنها الحب والتعايش بين جميع الاطياف والالوان والأشكال الانسانية،دون إلقاء اللوم على الأحداث والظروف السلبية التي يجب تجاوزها،والتي كانت ضمن قائمة المسببة الأضرار..
  فالشعراء في نصوصهم ينظرون لحقوق الإنسان في رؤيا وإبعاد استشرافية لتغيير أفق انتظار المجتمع انطلاقا من التركيز على الحدس والهندسة والذهنية والخيال وتقوية المحاور الإستراتيجية لحقوق الإنسان ذات قوة وجذب ميغناطيسي وفي ذات الوقت القيام لترميم وإعادة ابداع المحاور ذات ملامح ضعيفة او عصبية او تانيبية والبحث عن التميز ،وإعادة برمجة العقل بمبادئ حقوق الإنسان في شموليتها بكلمة إبداعية يشعر بها الإنسان وتمنح القوة للمجتمع لبناء حضارة إنسانية روحية عقلية هادفة تتمثل في العدالة والمساواة والتعدد والتكافل منسجمة  مع  الخصوصية المجتمعية،وذات قيمة مضافة لإحداث تأثير ايجابب،فالإسلام لا يتحقق إلا بتو أجد الحكامة الجيدة والديمقراطية والت أصل والتسدشارك وتدبير الحر.
فالشعرهوتنظير لسلوك إنساني الذي من خلاله يتم استنباط معاني جديدة لكل الأحداث السلوكية السلبية،فالشعر رؤيا فيه كثير من محاور إستراتيجية لحقوق الإنسان..فالشعر هو مصنع لصناعة القيم الإنسانية النبيلة والأسئلة الصادرة عن سياق الإنسان الذي يحاول تجسيد سلوك الظلم ومعانيه وتفكيره وبناء سلوك إنساني خال من الألم والعذاب..
  فالشعر ليس تعبير عن مشاعر واحاسيس وإنما هو ماء يطهرها من الرذائل ويحولها إلى الماس يانعة..ويجعلها خصبة لإنتاج قيم إنسانية ونبذ الصراع لتحقيق التعايش..فكلما كان الشعر ماء اتسع مجال الحركة والحياة والحرية..بقوته تكمن على مواجهة الأفكار الشعبية المتطرفة والإفلات منها لبناء قيم التسامح والتكافل داخل منظومة آل داود والمودة والحب لتحقيق اللذة الجمالية للحياة.