قراءة بقلم الاستاذ خالد مهدي الشمري
لقصيدة ( تلاش ) من ديوان ( سفر خارج خارطتي )
الشاعرة منى الصراف عراقية الدم ليست من كوكب اخر , وليست من طينة تختلف عن الفرات ودجلة فمن شرب من هذا النبع تحمل واحتمل الكثير من المأسي . وما يمر بالعراق والعراقيين مؤكد لا يحتمل وله مردودات مؤثرة على نفوسنا وما نحمل من هواجس للحياة ولا نطلب سوى حياة كريمة .
قصيدة تلاش قصيدة استفهام واستعلام بدأت الشاعره قصيدتها بسؤال تستعلم منه وتريد جوابا , ما جعلت التوقيت مفتوح والزمن بين زمنين مختلفين المستقبل وهو المجهول والحاضر الذي لم يكن حاضرا لانها تبحث عن عقلها .كما تقول
أبْحَثُ عٓنْ عَقلي
هَلْ أصِل الى الأمامِ ؟
أمْ اعُود الى الجهةِ الخَلفية ؟
لم تكتفي بالسؤال لكن تبع السؤال سؤال لكنها تجيب في شطرها الثاني عن سؤالها بالتقدم الى الامام او العودة الى الخلف فالإمام مستقبل مظلم والعودة كذلك بما نحتمل واحتملنا حيث قالت : لمْ أمارِس طقوسَ الحياة
يومًا !
أخرجُ مِنْ نفسي ..
لم امارس طقوس الحياة اخبار عن الماضي وجوب بأنه مؤلم ومليء بالإحداث لتنهي حسرتها وما بداخلها كصورة حيه عندما تقول أخرج من نفسي وهي حالة تصل بالإنسان حد الهستيريا اوصلت لنا الشاعرة صورة كاملة وتعبير ظاهر ومضمر يوحي بإمكانية الشاعرة الكبيرة في تكوين صور مترابطة ومتحركة جعلتنا نعود الى الخلف ونتحرك الى الامام.
لا أحبُ ما أراهُ !
لا ضٓوءَ بدونِ مصباح
كَيفَ لي أنْ أصْنَع ..
مِصْباحًا !؟
نعم اقول لا ضوء بدون مصباح انها صورة شعرية جديدة تكمل الصورة الاولى ليكتمل المعنى وتكون في جوابها كيف لي ان اصنع مصباحا وهو البحث والتدقيق في تصحيح الامور وقد نجحت في ايجاد مضمر النص الشعري ليكون قرار البحث عن الحلول ولكن هي تبحث وتسال كي نفهم .
صُورَة رَسَمْتها ..
تَحَطَمتْ .
أسْتَطيع التلاشِ
لا يُشَكِلُ هذا فٓرقًا
كُلّما كَبِرت ..
ماتَ قٓلبي !
تعبر في صورتها التي رسمتها وتحطمت صورة مستقبلية وزمان لم تشهده بل كان احلام تتمناها لكن تؤكد انها تتلاشى وتنتهي مع الزمن ومع تقدم العمر نتغير وتتغير احلامنا وأمنياتنا وحتى رسوماتنا التي نرسمها على الارض بأصابعنا وبعد برهة نمسحها بيدينا فتتلاشى من الذاكرة والحياة . لكن اختيارها للنهاية ياتي كما كانت البداية فقد كان سؤال وهنا تنتهي بسؤال وتخيرنا بين موتها خنقا او بمسدس لتردد واختفي نهائيا والى الابد وكلها كانت او وافتراضات قدمتها بشكل صور متحركة لتكون رسالة الى العالم نريد سلاما يكفينا ما مر بنا.
تَلاشٍ ..
-------
أبْحَثُ عٓنْ عَقلي
هَلْ أصِل الى الأمامِ ؟
أمْ اعُود الى الجهةِ الخَلفية ؟
لمْ أمارِس طقوسَ الحياة
يومًا !
أخرجُ مِنْ نفسي ..
لا أحبُ ما أراهُ !
لا ضٓوءَ بدونِ مصباح
كَيفَ لي أنْ أصْنَع ..
مِصْباحًا !؟
صُورَة رَسَمْتها ..
تَحَطَمتْ .
أسْتَطيع التلاشِ
لا يُشَكِلُ هذا فٓرقًا
كُلّما كَبِرت ..
ماتَ قٓلبي !
ءاطمرُ رأسي ..
في الوَحلِ !؟
أمْ أخرُج المُسَدٓس ..
مِنْ خِزانَتي ؟
وأخْتَفِي ..
إلى الأبد ..
إلى الأبَد .
منى الصراف / العراق

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق