أستغلال الطفولة .. وركن فيها اخير قلع الابواب
على الرغم من ان جميع المواثيق والمعاير الدولية وتلك الاتفاقيات التي أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي اصدرتها عام 1989 وسعيها الحثيث من اجل حماية الطفل دون سن الثامنة عشرة في حقه بالتعليم والحفاظ على صحته البدنية والعقلية والروح المعنوية ، فقد أعتبرت تلك الدول الموقعة على تلك المواثيق : أن استغلال الاطفال يعتبر جريمة يعاقب عليها القانون لكننا مع هذا نجد وبالرغم من تلك المواثيق مازال هذا الاستغلال حاضرا في الكثير من الدول العربية ( المسلمة ) وخاصة تلك الدول التي تشتعل فيها الحروب وسوء الأوضاع الأقتصادية كما هو حاصل في العراق وسوريا واليمن وليبيا .
وقد تنوع استغلال الطفل وأخذ أشكالا عدة منها :
١- استغلال الطفل في الجنس
٢- التسول
٣- المتاجرة باعضاءه البشرية
٤- زجه بالقتال
٥- استغلاله في وسائل الاعلام
٦- بيعه ك رق
٧- استغلاله في ترويج المخدرات
٨- العمل الشاق لساعات طويلة
٩- اعتباره عمالة رخيصة
١٠- زجه بالخلافات الاسرية
١١- أطاعة وليّ الأمر الاعمى
١٢ - سياسة عدم البوح عن المسكوت عنه
١٣- العنف الاسري
١٤- وأخيرا وليس اخرا زواج القاصرات
كلنا نعلم ان الطفل كائن صغير في الحجم وساذج في التفكير وعاجز في الدفاع عن نفسه ، ويسيطر عليه الخوف سريعا ، ولا يعرف سياسة البوح عن رأيه وأتباع وليّ الأمر حتى لو كان ظالم ، فهو منزل من السماء والذي لايخطأ بقراراته والجنة تحت اقدام أمه حتى لو كانت مجرمة بحقه عليه الطاعة فقط . ويتدرج نظام وليّ الأمر ليصل من البيت والمدرسة والعمل الى اعلى سلطة في البلد .
ان تدهور الحالة الأجتماعية والاقتصادية وبدافع الحاجة المادية وبين الاستغلال الاجتماعي بحجة او بأخرى في الاعتماد على النفس او عجز الاهل بالانفاق على اولادهم ، جعلتهم يقعون بتلك المعادلة الرخيصة ابتدا من اعتبارهم عمالة رخيصة والعمل لساعات طويلة تصل الى الليل احيانا ، الى انواع الاستغلال الذي ذكرته انفا بنقاط . ولكن لايخفى علينا ايضا ان التسرب من المدارس واسبابها الكثيرة وعدم قدرته في الاستمرار فيها وعدم القدرة ايضا على النجاح بسبب سوء معاملة المعلمين له او بُعد المدرسة عن موقع داره او افتقاد الكثير من المدارس من ابسط المقومات الاساسية لجعلها مدرسة ولو بالأطر العامة البسيطة . كل تلك الاسباب جعل من الكثير منهم يفضلون الذهاب الى العمل وهم عود أخضر مازالوا بحاجة الى الحنان والتقويم وبناء الجسد والفكر . ولو تحدثنا عن امور أخرى قد تبدو للبعض ظاهريا غير مؤذية لكنها في الحقيقة تدمر الجانب النفسي للطفل وهو العنف الاسري او ابتزاز الاطفال عاطفيا حين يكون الابوين على خلاف وتهديد احد الاطراف المتخالفة بعدم حبه او التخلي عنه ان مالت كفته لأحدهم .
أن من حق الطفل البقاء في الحياة بحقوق تساعده على التطور والنمو والحماية من التأثيرات المضرة وسوء المعاملة واستغلاله واحترام رأيه ووضع المعاير الخاصة بالرعاية الاجتماعية والصحية وحقه في التعليم ووضع القوانين التي تحميه من اي استغلال ، فهذه الحماية هي في الحقيقة حماية للمجتمع كافه لبناء دولة ابتدا من الاهتمام الأول لبناء لبنته الأولى الا وهي الطفولة على اسس علمية ونفسية سليمة للجميع . ولكنا لحد الان ونحن كمثقفين وواعين بهذا المجتمع مازلنا نناضل لتقويم رجالات ونساء الدولة ! وكلنا يعلم ان الشخص المفسد حين يندرج افساده في دائرة مغلقه به سيعود تداعيات افساده على نفسه بالاخير ، ولكن حين يكون هولاء المفسدون بمراكز قرار سيوزعون فسادهم على الجميع دون استثناء كما الذي حصل اخيرا وليس اخرا بقانون قد قلع اخر ركن بالطفولة بهذا البلد واستغلالها ابشع استغلال ودق مسمار اخير بنعش الطفولة الا وهو زواج القاصرات .
منى الصراف / العراق

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق