إبحث عن نفسك
إبحث عن نفسك هناك
في إنعزالها,
في خرابها,
في وداعها الأخير
و في ذلك الصوت الذي يدفعك للرحيل
مع كل خيبة و يأس..
تقول الأسطورة أني روح و جسد,
جسد صنيع آثم
لهذه الثقبة الوجودية التي تسمى الحياة,
و روح أبدية سبحت منذ أمد طويل في النهائي,
حتى سكنتني,
سجنتها و عذبتني,
لم يزعجني مكان وجودها
قبل أن يقبل ثغر أمي أبي
و يقتحم مائه مائها
ليخرج من عصارته دما و ثورة و نارا,
كنت أنا,
مذ أن بكت جدتي خبر قدومي للوجود,
كانت سلاما هذه الروح
و سأعود سلاما كما كانت
بعدما أذقتها طعم السجون..
آلمني العدم
و فكرت ألفا أن أحطمه
فأحسست بتفاهة حلمي
و أسلمت بأن لا مجال لتحطيم العدم
مهما أطلت عمر حضوري,
مهما تركت من أثر,
يوما ما ستتغير حتى اللغة
و يتحول التاريخ لأحداث متلاحقة,
إنقراض الديانوصورات
و ظهور الكتابة, قبل الميلاد و بعده
و قبل الديانات و بعدها
و تطوى الأسماء يوما
كما إسمي
كما أسمائهم
كما أنت..
أنتم؟؟ من أنتم؟؟ غير لحظات ظهور زائلة..
أنتم من أنتم؟؟ غير أنانيات
و ذوات و شهرة
و إبداع و حروف زائلة..
يوم يتطور الإنسان
حتى يستغني عن هذه الوسيلة البائسة المنافقة للتواصل
و هي الكلمات..
سيجد يوم هذا الكائن
وسيلة للتواصل أصدق
و تنسى أنت..
تنسى كأنك لم تكن
و تمضي ...
و سيطويك التاريخ
و يطوي إسمك
و بصمتك
و كلماتك..
كل ما يهم كيف نجعل من هذه الثقبة الوجودية
مكانا يصلح للعيش,
أكثر سلاما,
أكثر صدقا
و أعمق إطمئنانا..
بعد أن يتطور الإنسان إلى درجة أنه يلغي أنانياته,
يتسوى في ممتلكاته,
لا يجد وسيلة للكذب و الخداع
و لا يضطر ليوجدها,
حين يجد الإنسان إطاره المدني الثابت و الدائم..
سيتحدثون يوما عن العدالة
و السلام و الأمان....
"رشيد بومالي"
المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق