قصة قصيرة
الواهمون
----------
كل صباح يفتح ابواب ذلك المسرح العتيق، يسمع تصفيق الجمهور بعد ان يقفوا له على الاقدام اجلالا واكراما ... يعتلي منصة المسرح بجسده النحيل وخطوط وجهه العميقة والتي اخترقت حتى العظام .. ينحني للجمهور بكل خشوع ويردد :-
ايها الواهمون ! الحب بخيل ! والفرح مجرد عنوان ! واحلام ليست كما هي الاحلام .. تختلط برائحة التبغ والعفونة !
وتلك الحياة التي ما انفكت تنظر الينا بشراسة لتخبرنا اننا هالكون ولم امنحكم سوى الاساءة ولعبه بين الخسارة والربح ... ! آهات ،اذلالات ، وجميع اسألتكم ستترك بدون اجابات ...!
من وراء زجاج نوافذنا عرفنا ماهية الوجود حين يلطخ بالبياض ! عزة نفس ،اتزان ،عقائد أشياء أصابتنا بالسأم ! ماذا لو تلاشينا في الوحل حتى الراس ونكون كما انتِ يا حياة !؟ .
ذهب كلكامش لأسطورة الخلود ..غبي لدرجة النمرود ! .
أنحنى أمام الجمهور مرة أخرى لكنه لم يسمع اي ضجيج او تصفيق غير صوت صاحب العمل الاجش ليخبره : اين انت يا حسان أجلبْ لنا تلك الرزم المرقمة من الملابس المستعملة في الجهة اليسرى من المسرح وأنقلها لنا الى الشارع العام .
نفذ حسان الأمر لينتظر فجر صباحا جديدا يصعد به المسرح وحواره الذي ما انفكت ذاكرته المتعبة من نسيانه منذ ثلاثين عاما لتخبره كم كان عظيماً وفناناً .
منى الصراف / العراق

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق