هي أكبر قضية بقلم الاستاذ الشاعر عدنان الريكاني

هي أكبر قضية ..

-----------------

إنْ أرَّدْتِي إزْرَّعِيْني

دَاخِلَ مَسَامَاتِ جَسَدُكِ الطَرّي

مَعَ قَطَرَاتِ المَطَر ..

فَمِرّآتي لا تَعْكِسُ صُورَةَ قَلبِي

إلا بَعْدَمَا إسْتَبَاحَتْ عُذْرِيَة رَّمَادِه

بِأنْيَابُ رّيَاحِ وَحْشّيَة ..

تَتَرَّوَاحُ الأفْئِدَةُ في مَنَالِ الصِدْقِ

وَالصَادِقُوْنَ يترَّحَمُونَ

عَلى أهْوَالِ جَاثِيَة بين الشِفَاهِ

قَبْلَ أنْ تَسْقُطَ في فَوْهَةِ رُّحَى العَبِيْد

نَتَقَاسَمُ هُنَا مُتُونَ العَبَثِيْةِ مَعَ الأشْبَاح

بِصَمْتِ المَقَابِرِ ..

وَأضْرِحَةٍ بِسِيْقَانِهَا الكَسِيْحَةِ

تَقُوْدُنَا بِلا أشْرِعَةٍ،

تُحَمِلُنَا أوْزَارَ المَنَايَا الشَّائِكَة

لنُغَرِدَ بِزَجَلِ نَهْرِ مَبْحُوْحُ الصَوْتِ

وَمَسِيْرَةَ تَلاطُمِهِ بِحُزنِ الأحْجَارِ

قَبْلَ أنْ تُسَرِحَ ضَفَائِرُ الليَّلِ ..

شُوِهَتْ خَلائِقُ النُجُوْمِ المُتَّرَاصَةِ

بَيْنَ أصَابِعِيَّ المَبْتُوْرَةِ بِخَيْطِ دُخَان

أدَغْدِغُ لُعَابَ سَيلُ الأرَّقِ ..

أنَاجِي الحَرُّوْر حِيْنَ يَمْتَزِجُ بِظِلي

لحَظَاتُ تَمَرُّد شَيْبَتي المُتَرَّهِلةِ

مَعَ رَّاقَصَاتِ سَاعَاتِ وَهْمِية عَنِيْدَة

مَنْ يَتَبَنْى ذَاكَ الطُوْفَانَ الهَائِج ؟

كَالثِيْرَانِ الإسْبَانِيَةِ فِي حَلَبَةِ اللإقْصَاء

بِرَّايَاتِ جَامِحَاتْ ..

تُتْقِنُ لُغَةُ المُعْجِزاتِ ..

يَرّبِطُ أنِيْنَ الوَحْدَةِ بِرِبَاطٍ مُقَدَس

يَقْتَحِمُ غُبَارَ النَّايَاتِ العَاجِزَاتِ

وِفْقَ سُلَمِ نَبْضُ ألحانِ القَلبِ المُتَثَاقِلة

يُكَرِسُ جُنُونَهُ لِجُنُونٍ آخَر ..

يَسْتَلْهِمُ مِنْ أزْيَاءِ عَبِيْرُ الذِكْرَيَاتِ

شَالُ قَصِيْدَةٍ وَرّدِيَة ...

لِرُّوْحٍ تَوَرَّدَتْ فِي حَشَاشَتي

كَزَنْبَقَةٍ فَاحَتْ رَّائِحَتُهَا فِي الصَّبَاحِ

وَفي المَسَّاءِ تَكُوْنَ للعَنْدَليْبِ أغْنِيَة

وبَيْنَ هَذَا وَذَاكَ إنْهَا أكْبَرُ قَضْيَّة ..

تَجَرَّعْت كَأسُ المَنَايَا

وأرّتَشِفت بِشِفَاهٍ مَلَثُومَة بِالقَهَرِ الألِيْف

عَبَأة مَدَاهَا وَميْضُ بَرّق تَعِبَ 

مِنَ الدَوَرانِ في تَمَزُقِ شَرَّايْنِهَا 

تَلْتَحِفُ بِقَرقَعَةِ نِيْرَّانِ حِرّقَتِهَا ..

قَبْلَ أن يُغَادِرَ كَوْنَها المَفْتُونِ بِالظَلام 

أيُّهَا المُشَّرَعُ بِمَفَاتِنِ قَامَتِي المَسْحُوقَة

يَجْزَعُنِي أنِيْنُ تَنْهِدَاتُك القَاتِلة ..

طَالَمَا كُنْا، .. خَطَانِ مُتَوَازِيْانِ بِالأفُقِ الكَئيب

نَتَنَازَعُ آخِرَ وَرَّقَةٍ لِغُصْنِ الخَرِيْف

وَتَتْبِعُني لَعَنَاتُ الشَّيْبِ وَقُبَحَ التَجَاعِيْد

وآهَاتِ جُدْرانٍ مُعَلَّقَة تَبْكِي بِدُمُوعِ المَسِيْح

------------------------------

شاعر السلام/ عدنان الريكاني 

15/8/2020