جاسم العبيدي
بيدين مغمستين برائحة الدم ونزيف الدموع
خرجت من زحمة رحم امي
الى زحمة هذا العالم المليء بانين بكائي
تعلمت ان لا احد يدركني في زمن العسر
وانا بين موت محقق وحياة مليئة بالعزاء
لا احد يحمل عن كاهلي شقاء البؤس
اقتسمت واخوتي عطر امي
رائحة ثيابها
طعم حليبها
ولم يتبق منها سوى الذكريات
حاورتني المياه وهي توقظ في القلب ما أسر
وانا الهث من سعير نار ملتهبة
اسير نحو سماء الغربة بجناحين مكسورتين
في وطن ليس لي فيه غير هشاشة العمر
وحزن الايام
ذكريات تمر بمرارتها
وكل المرارات تستوقف اقدامي عند اعتابها
عمر يهجر صاحبه
وصمت لن يميط اللثام عن لسانه فيدركه
كل ما حولي عالم من الغربة
اوجاع تنفلت من عقالها
لتكبو بي مع اسى التوجع
حاورتني الحياة كي اتسلق مقالب التاريخ
ومستنقعات الالم
فاوقعتي بالفجيعه
لا فرح عندي كي اطلقه
ولا بوح في داخلي كي اكتمه
ها انا احمل غباوة عالمي
ماء الفراتين ينحسر عند اقدامي الملوثة بملوحة الارض
مراكب المسافرين تتشظى نحو مراسيها
ومراكبي تغوص عارية باحضان البحر
كل العصافير تاوي لاعشاشها
الا انا
ما زلت ابحث عن وطن بين ركام الانفجارات
والاجساد المحترقة في العراء
كل حزني أن وطني بعيد عني
تملؤه شظايا البيوت المليئة بالخراب
كل حزني انك ياوطني معي تلفظ انفاسك الاخيرة
في احضان رجل عجوز
لا تاوي الى اعشاشه الطيور المهاجرة
ولا تستفيق ايامه بعد هذا العزاء

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق