إضداد بقلم الاستاذ الأديب الشاعر د. عبدالجبار الفياض

. . ليست هناك تعليقات:
مطوّلة

حسين مردان أمام القاضي*

(الدّفاع)

أضدادٌ
تباعدُني عمّا أريد
بعد فسخِ عقدٍ بيني وبين جماجمَ فارغة
لم تبرحْ أنْ تكونَ مكيالَ شعيرٍ في بادية . . .
لم يعُدْ ذاك أمامي سوى مبلولِ ما تتركُهُ الأبقارُ في مرعى . . .
أيّها الظّانُ بنفسهِ إنّهُ يملكُ الجّهاتِ الأربع . . . ١
دعني
أُخاطبْكَ بمفرداتٍ قد لا تجدُ فيها رائقاً
يُرضي غرورَ ملك . . .
أنتَ نيشانٌ تافهٌ
يحملهُ سفهاءٌ
يجرّون أمامَهم إلى وراء . . .
أفاعٍ
تحتفظُ حتى بثيابِها المنزوعةِ
وهماً
يُخيفُ مَنْ كان لهُ قلبان في جوفِه . . .
تعساً لِما حللْنا به
يستعرضُ قوتَهُ بأحمرَ أمامَ ثورٍ أسبانيٌّ مُنفلت . . .
كنتُ خصماً لك منذُ أنْ قطعْنَ الحبلَ السّريّ
اصطبغَ وجهي بلونِ العوزِ الأغبر . . .
لم تنلْ ممّا نويتْ
ولو تغابياً بلونِ الطّاعة . . .
ما التقينا في محطةٍ واحدةٍ إلآ تصارعتْ عيونُنا من غيرِ نزال . . .
افتراقٌ على وعيد . . .
. . . . .
انفصلتُ عن عالمٍ
يُرقّعُ خيمتَهُ بقطعٍ من خلافٍ
يمزّقُ ما رُقّعَ في دائرةٍ سوداء . . .
أوزارُهُ
تحملُها متونُ التّعساء
ولغيرِهم
على ألوانِهِ يُجنى التّرف . . .
لعلّ يومي
يغفرُ لي غفلتَي في صباي . . .
نفسي أقاضي
لها أنْ تكونَ أو لا تكون
ما صرخَ بوجهِ قدرِهِ هاملت !
. . . . .
نسائي
يحملْنَ سحرَ بابل
سمرةَ سومر
في صورٍ ما شهدتْ كمثلهِا بغدادُ في سالفِ عصر . . .
يقصُرُ إحساسُ شاعر
رقصتْ قوافيهِ على شاردِ نغمٍ من زرياب . . .
يتبرجْنَ ليسَ في حضرةِ سلطانٍ
يغتصبُ يدَه . . .
ولا في سوقِ نخاسةٍ
يشطرُ آدمَ أرباعاً
أخماساً
وإنْ أنصفَ
يُنصفُه . . .
هُنّ الحياةُ كما وِلدتْ تحتَ السّماء !
. . . . .
دونَكم ما احتدمَ في قلبِ الحجّاج . . .
لن تغلقوا كوةً صغيرةً
يتسلّلُ منها القمرُ ثوباً لعاريةٍ
في حُضنِ عاشق . . .
لا يجمعُ من حديثِكم سوى زبَدٍ
لا يبلُّ منقارَ طير . . .
لستم جزءاً من فزعِه
أنتم
دودُ مقابر . . .
لِمَ تنكرون أنْ ترى عيني ما تراهُ الجّدرانُ لحظةَ عُري ؟
وتَدَعون خائنةَ عينٍ ما شاءَ لها
أنْ تسرقَ ما تحت . . .
. . . . .
قولوا عنّي ما ذهبتْ بكم حروفُ الذّم . . .
فأنا بالتّفاهةِ التي تصفون
بلغتُ عوالمَ 
تحتاجون إلى سنواتِ نوحٍ النّبيّ 
كي تقفوا عندَ أبوابِها متسوّلين . . .
اذرعوا بحذاءِ الطّنبوريّ بينَكم وبينَ الذّرى 
إنْ أردتُم الصّعودَ إليها . . .
عجنتُ طينتي بأنفاسِ الخطيئةِ الأولى . . .
أحرقتُ وسادتي 
فقد كذبتْ . . .
أيُّكم لا تصرُعُهُ روابٍ رابية ؟
جمّارٌ
يتجرّدُ عن ثوبِه ؟
لا يتلاشى في محرابٍ كانَ لباساً لآدمَ في جنتِه ؟
ما أجملَ أنْ يُمزّقَ القزُّ شرنقتَه !
لا تُفتحُ الأبوابُ بيا سمسم . . .
. . . . .
دعوني في مملكةٍ مُشرعةٍ من غيرِ حرس 
لا أخشى من عرّافٍ على ماءٍ يسير . . .
أتداوى بما أفتى بهِ نديمُ صفرائهِ الدّاء . . .
ليس عندي تأويلٌ على وجوهٍ
يُداهنُ نقيضٌ نقيضَه . . .
ليس لعاشقٍ أنْ يشطرَ قلبَه 
ولو قلبتْ لهُ الأيامُ ظهرَ المِجنّ . . .
معكم 
إلى لحظةٍ
انفجرَ فيها الورمُ عن قيْح . . .
ودّعتُ نسختي الصّماءَ إلى حيثُ أنا . . .
ساخراً مما يمتصُّ رحيقَ نشوتِكم المبتورة . . .
أجداثاً 
تتنفّسُ خوفَها بشهقاتِ غريق . . .
. . . . .
سلطانٌ من غيرِ حاجب 
ينتعلُ خوفَه . . .
لا يسألُ عن أصلِ البيْضة . . .
لونِ براقش . . .
عددِ أصحابِ الأخدود . . .
اتّسعَ خرمُ الأبرة طريقاً لشبقٍ تحتَ رَماد . . .
جوارٍ متجرّدةٌ بقطوفٍ دانية  
يحملْنَ عرشاً 
تحرسُهُ من شياطينِ الشّعرِ عيون . . .
لا أوراقَ توت 
ما لحسنٍ أنْ يُحجبَ بحجاب !
رَبّاه 
كيفَ صوّرتَهُ بهذهِ الصّورةِ التي يتفتّتُ أمامَها أيُّ عزم ؟
. . . . .
نوناتٌ لي 
من أفاعي أبي شبكة ٢
فيهن 
كُلُّ ما سلبَ لُبَّ ابنِ ربيعة . . . 
ضجّ بهنَّ دافقٌ في دارةِ جُلجُل . . .٣
أُضاجعُ أيّهنَ تحتَ رايةٍ بيضاء 
لا تحتَ رايةِ فتحٍ أحمر
حصدَ من الحياةِ أخضرَها . . .
أنا 
هُنَّ 
خطفْنا ساعاتٍ 
لا تمرُّ بها عقاربُ زمنٍ 
يتلهّى ببعثرةِ ما يجمعُهُ بؤساءُ الأرض . . .
كشفتْ كُلٌ عن ساقيْها لتعبرَ لجةً ممنوعةً
فانزاحَ وقار . . .
لا تغضّوا الطّرفَ 
فنحنُ كذلك 
وأنتمْ بأمرِ الأمير . . .
متى تَدَعون المرآةَ تحكي ما ترى ؟
. . . . .
مُذهلٌ
سيدتي ! 
أنْ تعصفي بمملكةٍ من الفرعونِ إلى الحوذيّ . . .
أنْ تقذفي الممنوعَ نواةً في قاعِ النّيل . . .
مَنْ قالَ أنَّ امرأةً 
يضطرمُ في جوفِها عشقٌ 
تصرخُ بوجهِ نبيّ 
أنتَ لي 
وإنْ عانقتِ الأرضَ السّماء . . .
أبدعُ ما صنعتْهُ يدُ الله !
جوريّ 
تكوّرَ
فانشطرَ سحراً 
لا يُلامُ عاشقُه . . .
قِباباً . . .
أخجلَتْ ضوءَ الشمس . . .
قِواماً 
سجدتْ لهُ أعمدةُ الرّخامِ قبلَ قاماتِ كهنةِ آمون في معبدِه . . . 
سيدةٌ أنا وأنتَ عبد
لولا أنّ ربَكَ لم يخلِ بينكَ وبينَ نفسِك . . .
العشقُ غيّرَ هذا بذاك  . . .
الأبوابُ السّبعة 
لا تكتمُ شهادةً ناطقة
كانَ القميصُ صادقاً هذهِ المرّة !
. . . . . 
(القرار)

بمطرقتِه 
ضربَ القاضي رأسَ زمنِه . . .
العُريُّ 
كانَ لباساً  في جنّةٍ
طُردَ مَنْ فيها بعدَ الخَصْف . . .
ما سارَ مردانُ وحيداً في هذا الدّرب . . .
افتحوا سجنَ النّساء
البسوا البراءةَ عارياتِ مردان . . .
أدركتِ الأسماءُ أنّ معانيها لم تجفْ  بعدُ على شفاهِ شُريْح . . .
دعوا الرّجلَ 
قَصُرَ ما عندنا عمّا عندَه . . .
إنّهُ خارجٌ لتوّهِ من جحيمِ دانتي ليعودَ إليه 
فبودلير ٤
ينتظرُهُ عندَ الباب . . .
. . . . .
كانَ معي أنا
لا يصافحُني سِواه . . .
اصطحبتُ حساني بثيابِ نومٍ 
هربتْ منها الأزرار
فاستباحَ الذّهولُ بساتينَ التّفاح
فكانَ الاشتهاءُ وليمةً من غيرِ خِوان . . .
لابُدَّ من عثورٍ على زقٍّ 
يُطفيءُ ظمأَ سجنٍ
ابتلعتْ أقفالُهُ مفاتيحَه . . .
ليتَ فضاءَ العصافيرِ لكُلِّ سجناءِ الحريّة . . .
حدَقاتٌ تتّسع . . .
ثمارٌ
تدلّتْ لقطاف
لكنَّ أياديَكم من دونِ أصابع . . .
تودّون فعلَ ما فعلتْ 
لكنّ الجُّبنَ لا يحتلّْ القِلاعَ الحصينة . . .
حُفرُ الجُرذِ منازلُ رخيصة !
. . . . .
عبد الجبار الفياض 
تموز /2020

 * صدر عن دار المشرق في لبغداد قصائد عارية لحسين مردان سنة ١٩٤٩ .

القرار

لعدم توفر أركان الجريمة ضد المتهم السيد حسين مردان ،قررت المحكمة الإفراج عنه وفق المادة 155
من قانون إصول المحاكمات واُفهم علنا . "
حاكم جزاء بغداد الاولى
26 تموز 1950 " .
١ نرام سين ملك الجهات الأربع في الحضارة السومرية .
٢ أفاعي الفردوس للشاعر الياس ابو شبكة .
٣ بركة ماء كبيرة والقصة معروفة مع الشاعر امرئ القيس .
٤ شارل بودلير 1821-1867 شاعر وناقد فني فرنسي. بدأ كتابة قصائده النثرية عام 1857 عقب نشر ديوانه أزهار الشر .
يبدو ان الشاعر حسين مردان قد تأثر بهذا الشاعر حتى لقب بودلير العراق .




ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

3efrit blogger


أنا أبنك ياعراق وعاشگك حد الجنون لو تخون الدنيا كلها لا تظن أبنك يخون . أنا عــراقـي

تابعونا على الفيس بوك


مؤسسة السياب الإليكترونية تجمع ثقافي عربي بلا حدود

هل تعلمين .. وأنا أبحثُ عنّي ؟! كنتِ هنا فأكتفيتُ بأنكِ امرأتي التي حلمتُ بها لأرتديها قصيدة وألوّنها بالحروف . منى الصرّاف / العراق

# إبتسم .. الدنيا متسوه - ما إجتمع أربعة رجال بمكان واحد إلا وكانت النار وراء أفعالهم ! وما إجتمعت ثلاثة نساء بمكان آخر إلا وأحرقنّ الرابعة الغائبة ! منى الصرّاف / العراق

مؤسسة السياب للثقافة والآداب

مؤسسة السياب للثقافة والآداب

كل عام والمرأة اينما كانت بالف خير انتم نحن .. بعيدا عن فوضى الهويات .. نسكن الارض نفسها ونتنفس الهواء ذاته انه التعايش الانساني المشترك .. تجاوزنا حاجز الثقافة واللغة واسسنا لغة الجمال .. ( بقليل من الطين وكثير من الحب هكذا تصنع الاوطان ) منى الصرّاف / العراق

من منّا حين عجزت أدواته لم يحلم بفانوس سحريّ أو بساط طائر لتحقيق أمنياته ليصحو بعد ذلك لعيش قسوة الحياة ، كيف باستطاعتنا الدخول في معركة بمفردنا نعرف سلفا سنخرج منها بخسارة كبيرة ، حتى لو امتلكنا الشّجاعة لمطاردة أحلامنا ، فكيف نصل الهدف دون معرفة أدواته ، فللشجاعة أيضا أدواتها ، حين تكون اليد خالية فأحلامنا سرعان ما تذبل ، أمّا البطولة فهي تحدث فقط ! دون التخطيط لها . منى الصرّاف / العراق من رواية ( للعشق جناحان من نار )

روايتي ( بتوقيت بغداد ) وفي اول طرح لها في بغداد بعد مشاركتها في العديد من المعارض الدولية الصادرة عن دار النخبة في جمهورية مصر العربية ومجموعتي القصصية ( للخوف ظل طويل ) في طبعتها الثانية الصادرة عن دار كيوان في سوريا ستجدونها في بغداد - شارع المتنبي - مجمع الميالي في دار ومكتبة ... ( الكا ) للنشر وبامكان الدار ايصالها لاي شخص يرغب من المحافظات العراقية حين الاتصال بهاتفهم المعلن على واجهتها . الكاتبة والشاعرة منى الصراف

مجلة السياب الليكترونية / قــسم الارشيف

آخر المشاركات على موقعنا

لـــوجـه ابي بقلم الاستاذ الأديب جاسم العبيدي

أهلاً وسهلاً بك أنت الزائر رقم

الصفحة الرئيسية

مـن أجـل سـلامـتـك .... بـس خـليـك بالـبيت 🙆🙋🙇👫

مـن أجـل سـلامـتـك .... بـس خـليـك بالـبيت        🙆🙋🙇👫
نصائح للجميع حول الوقاية من جائحة كورونا: ١- أهمية التباعد الإجتماعي كون فيروس كورونا لم يثبت الى اليوم انتقاله عبر الهواء لذا خليك بالبيت وعند اختلاطك بالناس إحرص ان تكون المسافة بينك وبين الاخرين من متر ونص الى مترين . ٢- غسل اليدين بالماء والصابون بإستمرار ولمدة 40 ثانية عند خروجك من الأسواق والأماكن العامة وتجب ان لا تلمس وجهك أثناء وجودك بالأماكن العامة ، ويفضل عند تواجدك بالأماكن العامة أن ترتدي قفازات عند دخولك البيت يجب وإزالتها . ٣- لست بحاجة إلى ارتداء الكمام الطبي إلا اذا كنت تعاني من العطس او عندك شكوك أنك مصاب بفيروس كورونا ، ولكن يفضل إرتدائها عندما تكون في الأسواق والأماكن العامة حتى تتجنب لمس وجهك دون إدراكك على أن يتم رميها والتخلص منها قبل دخولك البيت وانتبه أن تكون إزالتها عن الوجه بالطريقة الصحيحة حتى تتجنب ملامسة اليد لها وذلك عن طريق رفع الخيط المتصل بالأذن اليسرى بإستخدام اليد اليمنى وسحبها باتجاه الإذن اليمنى أو العكس بالعكس دون ملامسة الوجة الخارجي للكمامة. ٤- إحرص على غسل مقابض أبواب البيت الرئيسية بالماء والصابون عند دخول أي فرد من أفراد العائلة.

About the site to your language

مساحة إعلانية

شروط النشر في مجموعتنا على الفيس بوك

1- يمنع منعاً باتاً مشاركة المنشورات والفديوات في النشر ولوحظ بعض المسؤولين والمشرفين بممارسة هذة الممارسه الخاطئة للاسف يمنع منعاً باتاً منح الموافقات للمنشورات الطائفية والتي فيها تجاوزعلى الذات الالهية والرموز الدينية والتاريخية ومنشورات الاعلانات التجارية 2- يمنع نشر بطاقات التهنئة للمناسبات الدينية والوطنية وتحية الصباح والمساء الامن قبل رئيس مجلس الادارة ومدير التحرير للمجلة ومن ينوبهما فقط 3 -تحدد المنشورة بمنشور واحد فقط للعضوا في اليوم اعتباراً من هذا اليوم1تموز2017 واثنين للمسؤولين والمشرفين تقديراً لجهودهم على الجميع الالتزام بما ورد اعلاه مع الشكر والتقدير للجميع . الاستاذ الأديب الشاعر ماجد محمد طلال السوداني مستشار مؤسسة مؤسسة السياب اليكترونية للادب والثقافة والمشرف الاداري العام للمؤسسة والمسؤول عن تنفيذ سياستها

مساحة إعلانية

مؤسسة السياب للثقافة والآداب للمزيد من المعلومات والاستفسار الإتصال بنا على الهاتف مراعاة الرمز البلد(العراق) 00964 07803776116

تــــنويــة

كاريكاتير اليوم

كاريكاتير اليوم