أصل الحكاية
مستندات
كان صديقي قد سألني عن حقيقة الدافع الكامن وراء نشر مقالتي التي بينت فيها الفارق بين "المفكر" و "الفيلسوف"
و بمعنى آخر فإن صديقي كان قد أنكر علي طرح موضوعات يوجد - حسب قوله - ما هو أهم منها بكثير، و على الأخص في حالتنا الراهنة
قلت:
قد كنت و ما زلت أطرح موضوعات من كتابي /نظرية النطق/ الذي تناولت فيه مشكلة =بناء العلاقات= و الآلية التي تجعل منها علاقات سوية و موضوعية و عملية و نزيهة و راقية و جادة و بناءة، و أن تكون ذات مصداقية و منطقية و قبول لدى أطياف الناس جميعا.
و إنني إذ طرحت مسألة التفريق بين الفكر و الفلسفة فذلك بغية أن يكون الناس على بينة من أمرهم فيما يخص مستنداتهم حالة كونهم ينشئون علاقاتهم
فعملية بناء العلاقات لا بد كي تكون صحيحة و سليمة و سوية و متينة - لا بد لها من " فكر " احترافي متمرس و متمكن من أدواته، يعرف كيف و متى يضع الحلول و يوظفها في مكانها بدقة متناهية بما يجعلها آية من العطاء الإيجابي و المثمر
و إن عملية بناء العلاقات لا بد لها كي تعطي ثمارا يانعة لا بد لها من مستند فلسفي إيجابي تقوم عليه و يكون بمثابة المثال الذي بموجبه و مقتضاه تقوم علاقات سليمة و متينة
إن المستند الفلسفي إذ يستغرق أحوال الزمان و المكان و تقلباتهما، فسيكون حتما هو المستند المطلوب من أجل عملية بناء متكاملة و متينة و محكمة
إن المستند الفلسفي لا بد له كي يبني بناء سويا لا بد له من أن يلحظ في الإنسان عقله و روحه و أحاسيسه و مشاعره و قلبه و توجهاته
و إذن: يرسم المفكر لسلوك الإنسان، و يستعين في ذلك بمستند فلسفي يكون بمثابة المادة الأولية في الرسم
و لئن أساء أو أخطأ في اختياره لمستنده الفلسفي فلن يكون المفكر ناجحا في رسمه و في تسطيره للعلاقات، بل سيحصد في ذلك الخيبة و الخسران
- و كتب: يحيى محمد سمونة -

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق