في منتصف شهر نيسان ...(من ملفات امراة)
اضنتها فوضى الصمت الدخيل وراح في سماء نفسها ضجيج لا تعرف مداه وتقمصها طيفة
في الوسن وفي الرقاد وغرقت في سمائها الأفكار التي اتعبت معالم محياها
والتهمت عقلها حزمة غوغاء دخيله اخترقت مكنوناتها وسافرت بها بعيدا
واذا بطارق يدق الباب هرولت مسرعة فإذا برساله بيد ساعي البريد سلمها اياها
أخذتها بشوق عشقت اناملها فتحتها واحتضتها بلهفة كما تحتضن الأم وليدها الوحيد بعد طول انتظار
من الحرمان تشوقت مقلتاها لكلماته في سطور قلائل كتب لها( سوف آتي انتظري على ساحل بحر كما تعودت سأصل قبل ان تودع الشمس نورها وتتوسد مهدها في يوم من منتصف شهر نيسان )
انتظرت الايام كأنها سنينا وذهبت في وسط الشهر الموعود وهي تراقب الزوارق والبواخر وهي تحملق بهاوتسمع همس الماء يكلمها..وبغتة فإذا بلفيف من السواح ينزلون وهناك من يستقبلهم منهم المغادر او العائد..إلى وطنه
بعد طول غربة.وغياب
كان الخوف يلوج فيها كأشباح المخاوف.من المجهول واذا بيد تتوسد ظهرها بالتفاته.مفاجاة منها تراه أمامهاوكان لها كنهل لتملاء به عينيها..حيته....أغلى تحيه...كمن يرجع من الحرب حاملا وسام النصر بعد معارك ضروس.
قالت له : .كم تبدلت
تغيرت معالمك والبستك الغربة ملابس اشخاصها وانزوت كلمات عربية وتعلقت في نطقك كلمات موطن اللجوء استغربت !،
هل حقا هو وكل مافيه أثار دهشتها حتى اغلق منافذ شوقها..له
فقال لها :لقد قرات علامات دهشتك يا سيدتي تلك قشورالمظاهر بلكنه غربية او جلبابي او حتى عطري ..أما واقعي فباق
أنا الرجل الشرقي ....الذي مهما تسكب أوطان اللجوء فيه من عاداتها يبقى لوطن الام عبق ..خاص لايستبدل .ببلدان العالم
.وإلا لما عدت.
.ابتسمت بدهاء النساء وقالت للايام حكايات الشيء الوحيد الذي لم يتغير هو تاريخ في منتصف شهر نيسان
بقلم.... زاهدة الهاشمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق