في أصول الحوار /28/ …… بقلم الأستاذ الكاتب المبجل يحيى محمد سمونه

. . ليست هناك تعليقات:

مقال

في أصول الحوار

/ 28 /
كنت في منشور سابق قد وعدتكم أن نتابع  معا وقفاتي في مسألة "الديكتاتورية"، و كان صديقي قد طلب مني أن أكون صريحا و واضحا في موقفي منها و من مسائل كثيرة غيرها، قد غدت أمتنا لا تفقه من أمرها شيئا إزاء تلك المسائل
لكنني كنت قد تساءلت قبل هذا ما إذا كان يحق لنا نحن أفراد هذه الأمة أن نعاير سلوكنا و منطقنا و ما نسطر به أفعالنا أن نعاير ذلك إلى منطق أولئك الذين دفعوا إلينا بكلماتهم و فرضوها علينا كي نحتكم إليها باعتبارها غاية ما توصلت إليه ثقافة اﻹنسان في تهذيب السلوك و في إدارة المجتمعات البشرية !!
و كنت قد تساءلت هل من الضروري أن تدخل تلك الكلمات المستعارة قاموس سياستنا لتكون مرجعا لنا إذ نسعى إلى إنشاء حوار فاعل بين أطياف المجتمع كافة؟ و هل يمكن اعتبار تلك الكلمات المستوردة جديرة بمجتمعاتنا لتكون نموذجية في إنشاء و تسطير علاقاتها ؟
قلت: أرى فيما أرى أن الكلمات المستوردة ساهمت بشكل مقيت و مقرف في تشتيت فكر الإنسان العربي! و جعلته يسوق نفسه بيده إلى مقتله و يدمر كيانه و يعبث بثقافته الأصيلة من حيث لا يشعر!
أيها الأحباب:
كنت قد بينت لكم في وقفة سابقة أنه لا بد للمرء كي يكون ناجحا في حواره من أن يطرح بين يدي حواره "مثالا نفيسا" يوافق عليه و يقر به كل من اطلع عليه و كل من اكتحلت به عيناه، ثم أردفت القول بأن بعضا من المدارس الفكرية الغربية أدخلت إلى ساحة ثقافتنا فلسفات قد كانت أمتنا في غنى عنها - فضلا عن أن تأخذ بها و تعمل بمقتضاها ! - فكانت فكرة الديكتاتورية و غيرها كثير مما سنعرج عليه لاحقا بعون الله تعالى، و كنت قلت لكم بصراحة و وضوح بأن نظرتي للأمور لا أحتكم فيها إلى تلك الفلسفات الدخيلة على ثقافتنا، و بالتالى فأنا لا أحكم على أي شخص - وفقا لتلك الفلسفات - بأنه ديكتاتور أو أنه ديمقراطي! أو غير ذلك من المسميات و معايير التقييم الدخيلة على ثقافتنا و التي تم وضعها بشكل مبهم كي يضيع معها الإنسان الذي يريد أن يحتكم إليها !
لقد غدونا للأسف الشديد - الصغير منا قبل الكبير - نصدر أحكاما و نقيم أشخاصا وفق فلسفات خائبة، و وفق كلمات مستوردة أوردتنا المهالك و جعلت حياتنا مهزلة و سخف، و قد وقعنا على إثرها في مطب صراع! و أدى الأخذ بها إلى تشرد الكثير منا، كما و بدت حياتنا أضحوكة العالم

و إذن - أيها الأحباب - الفارق بيني و بين صديقي الذي أنكر علي عدم الوضوح في مواقفي و آرائي! أن كل واحد منا ذهب ينظر إلى المسائل العالقة في حياة أمتنا من وجهة نظر مختلفة و متباينة! ففي الوقت الذي يحتكم فيه صديقي في تقييمه للأمور و في بناء سلوكه و منطقه على التسليم بسلامة الكلمات المستوردة باعتبارها معيارا لتقييم المسائل و المواقف و منطق الأمور ، بينما كنت أنا أنظر إلى الأمور باعتبار الكلمات المستوردة التي رحنا نعاير إليها منطقنا على أنها كلمات خرقاء لا تستحق أن تكون مثالا تستقيم به و معه أمورنا.

- و كتب: يحيى محمد سمونة -

ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

3efrit blogger


أنا أبنك ياعراق وعاشگك حد الجنون لو تخون الدنيا كلها لا تظن أبنك يخون . أنا عــراقـي

تابعونا على الفيس بوك


مؤسسة السياب الإليكترونية تجمع ثقافي عربي بلا حدود

هل تعلمين .. وأنا أبحثُ عنّي ؟! كنتِ هنا فأكتفيتُ بأنكِ امرأتي التي حلمتُ بها لأرتديها قصيدة وألوّنها بالحروف . منى الصرّاف / العراق

# إبتسم .. الدنيا متسوه - ما إجتمع أربعة رجال بمكان واحد إلا وكانت النار وراء أفعالهم ! وما إجتمعت ثلاثة نساء بمكان آخر إلا وأحرقنّ الرابعة الغائبة ! منى الصرّاف / العراق

مؤسسة السياب للثقافة والآداب

مؤسسة السياب للثقافة والآداب

كل عام والمرأة اينما كانت بالف خير انتم نحن .. بعيدا عن فوضى الهويات .. نسكن الارض نفسها ونتنفس الهواء ذاته انه التعايش الانساني المشترك .. تجاوزنا حاجز الثقافة واللغة واسسنا لغة الجمال .. ( بقليل من الطين وكثير من الحب هكذا تصنع الاوطان ) منى الصرّاف / العراق

من منّا حين عجزت أدواته لم يحلم بفانوس سحريّ أو بساط طائر لتحقيق أمنياته ليصحو بعد ذلك لعيش قسوة الحياة ، كيف باستطاعتنا الدخول في معركة بمفردنا نعرف سلفا سنخرج منها بخسارة كبيرة ، حتى لو امتلكنا الشّجاعة لمطاردة أحلامنا ، فكيف نصل الهدف دون معرفة أدواته ، فللشجاعة أيضا أدواتها ، حين تكون اليد خالية فأحلامنا سرعان ما تذبل ، أمّا البطولة فهي تحدث فقط ! دون التخطيط لها . منى الصرّاف / العراق من رواية ( للعشق جناحان من نار )

روايتي ( بتوقيت بغداد ) وفي اول طرح لها في بغداد بعد مشاركتها في العديد من المعارض الدولية الصادرة عن دار النخبة في جمهورية مصر العربية ومجموعتي القصصية ( للخوف ظل طويل ) في طبعتها الثانية الصادرة عن دار كيوان في سوريا ستجدونها في بغداد - شارع المتنبي - مجمع الميالي في دار ومكتبة ... ( الكا ) للنشر وبامكان الدار ايصالها لاي شخص يرغب من المحافظات العراقية حين الاتصال بهاتفهم المعلن على واجهتها . الكاتبة والشاعرة منى الصراف

مجلة السياب الليكترونية / قــسم الارشيف

آخر المشاركات على موقعنا

لـــوجـه ابي بقلم الاستاذ الأديب جاسم العبيدي

أهلاً وسهلاً بك أنت الزائر رقم

الصفحة الرئيسية

مـن أجـل سـلامـتـك .... بـس خـليـك بالـبيت 🙆🙋🙇👫

مـن أجـل سـلامـتـك .... بـس خـليـك بالـبيت        🙆🙋🙇👫
نصائح للجميع حول الوقاية من جائحة كورونا: ١- أهمية التباعد الإجتماعي كون فيروس كورونا لم يثبت الى اليوم انتقاله عبر الهواء لذا خليك بالبيت وعند اختلاطك بالناس إحرص ان تكون المسافة بينك وبين الاخرين من متر ونص الى مترين . ٢- غسل اليدين بالماء والصابون بإستمرار ولمدة 40 ثانية عند خروجك من الأسواق والأماكن العامة وتجب ان لا تلمس وجهك أثناء وجودك بالأماكن العامة ، ويفضل عند تواجدك بالأماكن العامة أن ترتدي قفازات عند دخولك البيت يجب وإزالتها . ٣- لست بحاجة إلى ارتداء الكمام الطبي إلا اذا كنت تعاني من العطس او عندك شكوك أنك مصاب بفيروس كورونا ، ولكن يفضل إرتدائها عندما تكون في الأسواق والأماكن العامة حتى تتجنب لمس وجهك دون إدراكك على أن يتم رميها والتخلص منها قبل دخولك البيت وانتبه أن تكون إزالتها عن الوجه بالطريقة الصحيحة حتى تتجنب ملامسة اليد لها وذلك عن طريق رفع الخيط المتصل بالأذن اليسرى بإستخدام اليد اليمنى وسحبها باتجاه الإذن اليمنى أو العكس بالعكس دون ملامسة الوجة الخارجي للكمامة. ٤- إحرص على غسل مقابض أبواب البيت الرئيسية بالماء والصابون عند دخول أي فرد من أفراد العائلة.

About the site to your language

مساحة إعلانية

شروط النشر في مجموعتنا على الفيس بوك

1- يمنع منعاً باتاً مشاركة المنشورات والفديوات في النشر ولوحظ بعض المسؤولين والمشرفين بممارسة هذة الممارسه الخاطئة للاسف يمنع منعاً باتاً منح الموافقات للمنشورات الطائفية والتي فيها تجاوزعلى الذات الالهية والرموز الدينية والتاريخية ومنشورات الاعلانات التجارية 2- يمنع نشر بطاقات التهنئة للمناسبات الدينية والوطنية وتحية الصباح والمساء الامن قبل رئيس مجلس الادارة ومدير التحرير للمجلة ومن ينوبهما فقط 3 -تحدد المنشورة بمنشور واحد فقط للعضوا في اليوم اعتباراً من هذا اليوم1تموز2017 واثنين للمسؤولين والمشرفين تقديراً لجهودهم على الجميع الالتزام بما ورد اعلاه مع الشكر والتقدير للجميع . الاستاذ الأديب الشاعر ماجد محمد طلال السوداني مستشار مؤسسة مؤسسة السياب اليكترونية للادب والثقافة والمشرف الاداري العام للمؤسسة والمسؤول عن تنفيذ سياستها

مساحة إعلانية

مؤسسة السياب للثقافة والآداب للمزيد من المعلومات والاستفسار الإتصال بنا على الهاتف مراعاة الرمز البلد(العراق) 00964 07803776116

تــــنويــة

كاريكاتير اليوم

كاريكاتير اليوم