كسرة خبز وقمر مفقوء
رائحة القهوة تجور في أرجاء الغرفة كالحلم،تتلوى أبخرتها صاعدة إلى السماء، تبعث في مستقر الروح أسرار وخفايا غافية، وللسر حرمة عندها ،أنا أدمنت مذاقها حتى أكاد لا أستسيغ شرابا آخر ،رفعت فنجان القهوة بمهابة وجد ،هي شخص حقيقي لكن أين هو ،يبعث الأمل ، رشفت أول رشفة بتؤدة تاركا السائل البني يذوب في زغابات لساني ، كان طعمها لذيذا ،حركت ذكريات في أطراف عقلي ، ذكرى شيء وددت لو فعلته لكني لم أفعله ،خفق جفنا عيني وبدأت تتكاثف النسخ اللامتناهية عن تلك المرأة المجنونة التي هي أشبه بالزئبق .
هكذا سأمحو برقة جرح قديم ، ومع ذلك سأنتظر عاما آخر لأخلص وبدون ألم من وخزة هسيس في رئتي ، كانت قديسة ومع ذلك كانت تخفي علاقتها الشاذة مع الله ، وإمعانا في التخفي كانت تجهد طوال الوقت في إنكار وجوده ،وحدث أن تبكي في الليل خوفا من عقابه ، فقد كان يجرها عارية من شعرها فوق نتوءات حادة حتى يدمي مؤخرتها وثدييها، ومضاعفة في العذاب يصب عليها مصهور الحديد ، كانت حياتها مأساة عمياء ،لم تكن نفسها تعلم ماذا تكون النهاية .
قالت لي وكنا نجلس في مقصف جامعة تشرين ، وكنا فقراء :
- أنا أعبد الله في البيت ...وأنكره خارجه
أي إنسان سيعرف هذا التناقض ،إن لم تقوله لك في أي وقت ، سألتها وكان عالم حقيقي يشرق من ثغرها :
- هذا تناقض
كانت المخاوف والإشفاقات من الناس قد استهلكتها :
- أود أن أجلو هذا الكساد الذي دخل أرواحنا
كان لنا عيوننا المتفحصة وربما قليلا من التمرد ، وفي بلاد خارج حدودنا كان العالم الحقيقي يشرق ، بينما عندنا يمر الوقت ببطء تجره خيول ضعيفة ، ولا نشعر بأننا ضد الحياة .
ودون أن أسألها كررت مرتين :
- يجب أن نبتلع أنفسنا...يجب أن نبتلع أنفسنا .
أخذتني مع سحرها ،الشيوعيون لا يستطيعون أن يغيروا البؤس ، لكنهم يبهرون ، تاركين صفحة كتاب بيضاء ، وأذن تصغي تلتقط صوت لم يقال بعد ،أما حب عقيدة أي كان نوعه من أجل امرأة فهو وباء .
ودون أن أتساءل مطلقا، ارتعشت وهي تنقر بأصابعها على الطاولة:
- أنا أحبك ولا أستطيع أن أحب أحدا غيرك
تضحك وتضحك وتضحك لأنها وضعتني في زجاجة، طلبت منها أن نخرج إلى الساحة ،كأني أود أن أخرجها من ذاتي ، صوت المطر يرجم وجوهنا ، يحرك الجنون داخلنا ، جنون هارب من رأس امرأة تتحدث عن الثورة ورائحة الهيل والقهوة الطازجة .
امرأة متدينة تدق صلابة العقل والأعصاب ،تحرك الجنون في داخلك ،تركض في حقول القلب ، تجعل للوطن يدين وقدمين تضعانه بين كفيك باقة ورد ،لا أحد يعرف سر الحب في الجنون إلا العاشقين ،الجنون عندها جاهز ،قالت لي :
-أنا جننت من أجلك فيحق لك أن تكون عاقلا قليلا
تركتني أجوس عينيها قليلا مثل فراشة أضلها الضوء ، نظرة رجل متأخر يصطدم بامرأة مستعجلة ،تحركت شفتاي بحركة آلية وعرضت عليها الذي يمر في ذهني :
- أرأيت يا ساجدة كان عليك أن تبردي الدم الفائر في رأسك قبل أن تطلبي من الآخرين أن يفور دمهم .
بين رقة الحلم أن أكون عاشقا لساجدة ،والوهم بأن الذين من حولها مشوهين بالذنب والغباء والخزي ، أوجعت قلبها ، فأغمضت عينيها برهة ، ساكنة ، ساكتة ،وقبل أن تستعيد حضورها قالت :
- من أين يفور دمك وأنت لا تعرف الدموع
أجمع كل رجولتي وأفرشها دفعة واحدة على مشارف أنيابي ،إن كل امرأة يمكن أن تكون خنجرا في يد رجل يطعنها به ، قلت لها:
- اصمتي ...اصمتي أنت تثيرين أعصابي.
ضحكت ، أشارت بيدها،قالت بصوت أنيني يشبه صوت موت سمكة على اليايسة :
-تقيمني بشكل سيء
الزمن معها طويل وغير منتهي وغير ممتع ،تشعر بفقدان الوزن كلما ارتفعت معها أكثر كلما كان سقوطك مؤلما ومدويا ،عاطفة هشة سريعة التكسير ،بين العشق العادي والعشق الممزوج بالجنون سر الأسرار، أنا خارج السيطرة ،مدفوعا بالعواطف تأسرني مسبوقة بإشارات تخلخل يقينها بالمحب ،هذا الاختناق الزمني جعلني أشيطنها ، قلت :
- التفتي حولك ..الكل يعتبرك طائشة...وشباب الجامعة يسخرون منك ...وينتظرون إليك نظرة بنت شوارع
تنظر صوب مقصف الجامعة ،تلعب بخصلة شعرها التي رمتها إلى الوراء،توقفت مبهورة ، مشدودة إلى المطر الذي يرجم وجهها ، ضحكت من الدنيا وضحكت مني :
- بالرغم من ذلك أنا أحبكم جميعا ، وأحبك أنت حبا خاصا
قفز أرنب الجنون من رأسها وراح ركض في شوارع اللاذقية إلى بيتها ،تركتني ، توقف المطر حين غادرتني وآخر كلماتها تواصل انطباعها في سمعي :
- لحم المرأة رخيص بالنسبة للرجل
دخلت غرفتها بعياء مثقل بالحزن ، أغلقت النوافذ وأسدلت الستائر ، حلت الظلمة ، قالت " هذا هو العالم " ، ودت لو تنام طويلا ، حتى في النوم يلاحقونك يا ساجدة ، لك أن تنامي ، ولنا أن نقض مضجعك ،رأتني أجرها من شعرها فوق جرف صخري ، حتى أدميت مؤخرتها وثدييها ، الجنون يركض ويركض يحمل الشمس إلى قلوب الظلام
فؤاد حسن محمد – جبلة - سوريا
كسرة خبز وقمر مفقوء ~^~ بقلم الأستاذ فؤاد حسن محمد - سوريا
آخر الأخبار
أنا أبنك ياعراق وعاشگك حد الجنون لو تخون الدنيا كلها لا تظن أبنك يخون . أنا عــراقـي
تابعونا على الفيس بوك
مؤسسة السياب الإليكترونية تجمع ثقافي عربي بلا حدود
هل تعلمين .. وأنا أبحثُ عنّي ؟! كنتِ هنا فأكتفيتُ بأنكِ امرأتي التي حلمتُ بها لأرتديها قصيدة وألوّنها بالحروف . منى الصرّاف / العراق
# إبتسم .. الدنيا متسوه - ما إجتمع أربعة رجال بمكان واحد إلا وكانت النار وراء أفعالهم ! وما إجتمعت ثلاثة نساء بمكان آخر إلا وأحرقنّ الرابعة الغائبة ! منى الصرّاف / العراق
مؤسسة السياب للثقافة والآداب
كل عام والمرأة اينما كانت بالف خير انتم نحن .. بعيدا عن فوضى الهويات .. نسكن الارض نفسها ونتنفس الهواء ذاته انه التعايش الانساني المشترك .. تجاوزنا حاجز الثقافة واللغة واسسنا لغة الجمال .. ( بقليل من الطين وكثير من الحب هكذا تصنع الاوطان ) منى الصرّاف / العراق
من منّا حين عجزت أدواته لم يحلم بفانوس سحريّ أو بساط طائر لتحقيق أمنياته ليصحو بعد ذلك لعيش قسوة الحياة ، كيف باستطاعتنا الدخول في معركة بمفردنا نعرف سلفا سنخرج منها بخسارة كبيرة ، حتى لو امتلكنا الشّجاعة لمطاردة أحلامنا ، فكيف نصل الهدف دون معرفة أدواته ، فللشجاعة أيضا أدواتها ، حين تكون اليد خالية فأحلامنا سرعان ما تذبل ، أمّا البطولة فهي تحدث فقط ! دون التخطيط لها . منى الصرّاف / العراق من رواية ( للعشق جناحان من نار )
روايتي ( بتوقيت بغداد ) وفي اول طرح لها في بغداد بعد مشاركتها في العديد من المعارض الدولية الصادرة عن دار النخبة في جمهورية مصر العربية ومجموعتي القصصية ( للخوف ظل طويل ) في طبعتها الثانية الصادرة عن دار كيوان في سوريا ستجدونها في بغداد - شارع المتنبي - مجمع الميالي في دار ومكتبة ... ( الكا ) للنشر وبامكان الدار ايصالها لاي شخص يرغب من المحافظات العراقية حين الاتصال بهاتفهم المعلن على واجهتها . الكاتبة والشاعرة منى الصراف
الـنصوص الأكثر قــراءة من قبل الزائرين
مجلة السياب الليكترونية / قــسم الارشيف
آخر المشاركات على موقعنا
أهلاً وسهلاً بك أنت الزائر رقم
الصفحة الرئيسية
مـن أجـل سـلامـتـك .... بـس خـليـك بالـبيت 🙆🙋🙇👫
نصائح للجميع حول الوقاية من جائحة كورونا: ١- أهمية التباعد الإجتماعي كون فيروس كورونا لم يثبت الى اليوم انتقاله عبر الهواء لذا خليك بالبيت وعند اختلاطك بالناس إحرص ان تكون المسافة بينك وبين الاخرين من متر ونص الى مترين . ٢- غسل اليدين بالماء والصابون بإستمرار ولمدة 40 ثانية عند خروجك من الأسواق والأماكن العامة وتجب ان لا تلمس وجهك أثناء وجودك بالأماكن العامة ، ويفضل عند تواجدك بالأماكن العامة أن ترتدي قفازات عند دخولك البيت يجب وإزالتها . ٣- لست بحاجة إلى ارتداء الكمام الطبي إلا اذا كنت تعاني من العطس او عندك شكوك أنك مصاب بفيروس كورونا ، ولكن يفضل إرتدائها عندما تكون في الأسواق والأماكن العامة حتى تتجنب لمس وجهك دون إدراكك على أن يتم رميها والتخلص منها قبل دخولك البيت وانتبه أن تكون إزالتها عن الوجه بالطريقة الصحيحة حتى تتجنب ملامسة اليد لها وذلك عن طريق رفع الخيط المتصل بالأذن اليسرى بإستخدام اليد اليمنى وسحبها باتجاه الإذن اليمنى أو العكس بالعكس دون ملامسة الوجة الخارجي للكمامة. ٤- إحرص على غسل مقابض أبواب البيت الرئيسية بالماء والصابون عند دخول أي فرد من أفراد العائلة.
About the site to your language
مساحة إعلانية
شروط النشر في مجموعتنا على الفيس بوك
1- يمنع منعاً باتاً مشاركة المنشورات والفديوات في النشر ولوحظ بعض
المسؤولين والمشرفين بممارسة هذة الممارسه الخاطئة للاسف
يمنع منعاً باتاً منح الموافقات للمنشورات الطائفية والتي فيها تجاوزعلى الذات الالهية والرموز
الدينية والتاريخية ومنشورات الاعلانات التجارية
2- يمنع نشر بطاقات التهنئة للمناسبات الدينية والوطنية وتحية الصباح والمساء الامن قبل رئيس مجلس الادارة ومدير التحرير للمجلة ومن ينوبهما فقط
3 -تحدد المنشورة بمنشور واحد فقط للعضوا في اليوم اعتباراً من هذا اليوم1تموز2017 واثنين للمسؤولين والمشرفين تقديراً لجهودهم على الجميع الالتزام بما ورد اعلاه مع الشكر
والتقدير للجميع .
الاستاذ الأديب الشاعر
ماجد محمد طلال السوداني
مستشار مؤسسة مؤسسة السياب اليكترونية للادب والثقافة
والمشرف الاداري العام للمؤسسة
والمسؤول عن تنفيذ سياستها
مساحة إعلانية
مؤسسة السياب للثقافة والآداب للمزيد من المعلومات والاستفسار
الإتصال بنا على الهاتف مراعاة الرمز البلد(العراق) 00964
07803776116
كاريكاتير اليوم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق