قصة قصيرة "طلقة" بقلم الاستاذ الشاعر حسين اعناية السلمان

. . ليست هناك تعليقات:

قصة قصيرة // طلقة

عندما تتلفتُ يميناً ويساراً ، يتلفتُ مثلها بلا رغبة منه ، جلستها توحي بترقب حذر ، تأخذه عيناها الجميلتان الى قميص نوم أحمر ، تدلى قسمه الأعلى على جانب السرير ، وقسمه الأسفل بقي يتماهى مع لون الشرشف الوردي . مدَّ يده الى قطتهما التي سمتها زوجتُه ابتسامة , ضربت باطن يده بيدها وهي تتلمظ ؛ فرقَّ لها ، وداعب ظهرها . شمَّ عطر زوجته الذي يملأ الغرفة ... شعر أن الباب يُفتح . وقفت في الباب ، وقد تركته مفتوحا ، وأشارت له بيدها : تعال . أراد احتضانها . تجمعت على شفتيه كل كلمات الحب والشَّوق . على الرغم من أن المسافة بين الفراش والباب لا تتجاوز المترين ، لكنه لم يقوَ على اجتيازها . شعر بدوار ، كأنه في سفينة توغلت في عمق البحر. بحر واسع . الامواج تجتاح سطح السفينة ، تبلل ملابسه ، وبعض قطرات الماء تدخل في فمه ؛ فيشعر بغثيان ، ورغبة في الغرق فلا يستطيع . يفرك عينيه المتعبتين من السهر . أصابعه تمتدُّ وتتقلص ، يفتح عينيه بدهشة .يشعر بخيبة تقوده الى يقين أن لا أحد في الباب بل أنه كان مسدوداً . زحفت يده ببطءٍ شديد الى القميص ، كان ناعما كنعومة الياسمين . انحنى الى الأسفل ، رفع الجزء العلوي من القميص ، فرشه على السّرير . عندما ابتسم بمرارة أحسَّ بابتسامتها المنتشرة في كل شيء تلامس عينيه   ...   يبدو أن القطة  كانت تراقبه بصمت  . قامتْ . اقتربتْ .   ضربتْ قدميه ،  هل كانت تدعوه أن يرفعها الى الفراش ؟  كي تشاركه لوعة الاحساس بالفقد !!  أمسكها بكلتا يديه ، وقبل أن يضعها على الفراش قرب القميص.  ماءت  . وانفلتت  من بين يديه ،  لتقفز بخفة  وتوتر فوق منضدة عليها مزهرية ورد جوري ،  تساقطت معظم أوراقه وجف الآخر  .  حاول أن يتمدد قرب القميص لكنَّ شيئاً ما جذبه بقوة الى خزانة ملابسها ومكياجها وأشياءها الخاصة .  كان ثمة علبة حفظت فيها حليِّها .  قالت له أنها سوف لن تلبس اي قطعة ذهبية غير خاتم زواجهما عندما يأخذها الى المشفى  . اجتاحته  لقطات وجدانية وحسية  ، نزلتْ من عينيه دمعتان ساخنتان  . ومن غير ارادة   منه ، تأوه  بصوت عالٍ . القطة أفاقت ، تمسحت بقدميه  . هبط اليها . وربَّت بحنان على فخذها . كانت سمر وهذا أسم زوجته تقول له  ـــ عندما تشاكس ابتسامة سهراتهما الدائمة في البيت ــ  أن ابتسامة ضرتها .  وتتعلق برقبته وهي تضحك ، وتكمل وهي تضمه لصدرها ، ولكنّي أحبها  فهي الشاهد الوحيد على تفاصيل حياتنا . وعندما يأخذ  يدها  بين  يديه  تقفز ابتسامة  الى حضنها  ، وهي تهز ذيلها وتموء  لكنّها تنسحب بهدوء عندما يقبل زوجته ...   
قالت سمر لزوجها وهما في طريقهما الى مشفى الولادة بصحبة اخته الكبرى :
 يارب نعود بإحسان  ــ وهو الاسم الذي اتفقا عليه لملودهما البكر ــ 
 أجاب :   يارب ... 
  شعر بضيق . نظر من  النافذة . ملأ رئتيه بهواء يحمل الذكريات  .  مرت الان ثلاثة أشهر على وفاة زوجته ؛  بطلق ناري طائش بسبب  // دكة عشائرية  //  ...  وقبل ان يغلق النافذة ، رنَّ الهاتف ، كانت اخته على الخط   : تعال.  إحسان يريدك .
دكة عشائرية : نزاع  مسلح بين 
عشيرتين 

حسين اعناية السلمان / البصرة / العراق


ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

3efrit blogger


أنا أبنك ياعراق وعاشگك حد الجنون لو تخون الدنيا كلها لا تظن أبنك يخون . أنا عــراقـي

تابعونا على الفيس بوك


مؤسسة السياب الإليكترونية تجمع ثقافي عربي بلا حدود

هل تعلمين .. وأنا أبحثُ عنّي ؟! كنتِ هنا فأكتفيتُ بأنكِ امرأتي التي حلمتُ بها لأرتديها قصيدة وألوّنها بالحروف . منى الصرّاف / العراق

# إبتسم .. الدنيا متسوه - ما إجتمع أربعة رجال بمكان واحد إلا وكانت النار وراء أفعالهم ! وما إجتمعت ثلاثة نساء بمكان آخر إلا وأحرقنّ الرابعة الغائبة ! منى الصرّاف / العراق

مؤسسة السياب للثقافة والآداب

مؤسسة السياب للثقافة والآداب

كل عام والمرأة اينما كانت بالف خير انتم نحن .. بعيدا عن فوضى الهويات .. نسكن الارض نفسها ونتنفس الهواء ذاته انه التعايش الانساني المشترك .. تجاوزنا حاجز الثقافة واللغة واسسنا لغة الجمال .. ( بقليل من الطين وكثير من الحب هكذا تصنع الاوطان ) منى الصرّاف / العراق

من منّا حين عجزت أدواته لم يحلم بفانوس سحريّ أو بساط طائر لتحقيق أمنياته ليصحو بعد ذلك لعيش قسوة الحياة ، كيف باستطاعتنا الدخول في معركة بمفردنا نعرف سلفا سنخرج منها بخسارة كبيرة ، حتى لو امتلكنا الشّجاعة لمطاردة أحلامنا ، فكيف نصل الهدف دون معرفة أدواته ، فللشجاعة أيضا أدواتها ، حين تكون اليد خالية فأحلامنا سرعان ما تذبل ، أمّا البطولة فهي تحدث فقط ! دون التخطيط لها . منى الصرّاف / العراق من رواية ( للعشق جناحان من نار )

روايتي ( بتوقيت بغداد ) وفي اول طرح لها في بغداد بعد مشاركتها في العديد من المعارض الدولية الصادرة عن دار النخبة في جمهورية مصر العربية ومجموعتي القصصية ( للخوف ظل طويل ) في طبعتها الثانية الصادرة عن دار كيوان في سوريا ستجدونها في بغداد - شارع المتنبي - مجمع الميالي في دار ومكتبة ... ( الكا ) للنشر وبامكان الدار ايصالها لاي شخص يرغب من المحافظات العراقية حين الاتصال بهاتفهم المعلن على واجهتها . الكاتبة والشاعرة منى الصراف

مجلة السياب الليكترونية / قــسم الارشيف

آخر المشاركات على موقعنا

لـــوجـه ابي بقلم الاستاذ الأديب جاسم العبيدي

أهلاً وسهلاً بك أنت الزائر رقم

الصفحة الرئيسية

مـن أجـل سـلامـتـك .... بـس خـليـك بالـبيت 🙆🙋🙇👫

مـن أجـل سـلامـتـك .... بـس خـليـك بالـبيت        🙆🙋🙇👫
نصائح للجميع حول الوقاية من جائحة كورونا: ١- أهمية التباعد الإجتماعي كون فيروس كورونا لم يثبت الى اليوم انتقاله عبر الهواء لذا خليك بالبيت وعند اختلاطك بالناس إحرص ان تكون المسافة بينك وبين الاخرين من متر ونص الى مترين . ٢- غسل اليدين بالماء والصابون بإستمرار ولمدة 40 ثانية عند خروجك من الأسواق والأماكن العامة وتجب ان لا تلمس وجهك أثناء وجودك بالأماكن العامة ، ويفضل عند تواجدك بالأماكن العامة أن ترتدي قفازات عند دخولك البيت يجب وإزالتها . ٣- لست بحاجة إلى ارتداء الكمام الطبي إلا اذا كنت تعاني من العطس او عندك شكوك أنك مصاب بفيروس كورونا ، ولكن يفضل إرتدائها عندما تكون في الأسواق والأماكن العامة حتى تتجنب لمس وجهك دون إدراكك على أن يتم رميها والتخلص منها قبل دخولك البيت وانتبه أن تكون إزالتها عن الوجه بالطريقة الصحيحة حتى تتجنب ملامسة اليد لها وذلك عن طريق رفع الخيط المتصل بالأذن اليسرى بإستخدام اليد اليمنى وسحبها باتجاه الإذن اليمنى أو العكس بالعكس دون ملامسة الوجة الخارجي للكمامة. ٤- إحرص على غسل مقابض أبواب البيت الرئيسية بالماء والصابون عند دخول أي فرد من أفراد العائلة.

About the site to your language

مساحة إعلانية

شروط النشر في مجموعتنا على الفيس بوك

1- يمنع منعاً باتاً مشاركة المنشورات والفديوات في النشر ولوحظ بعض المسؤولين والمشرفين بممارسة هذة الممارسه الخاطئة للاسف يمنع منعاً باتاً منح الموافقات للمنشورات الطائفية والتي فيها تجاوزعلى الذات الالهية والرموز الدينية والتاريخية ومنشورات الاعلانات التجارية 2- يمنع نشر بطاقات التهنئة للمناسبات الدينية والوطنية وتحية الصباح والمساء الامن قبل رئيس مجلس الادارة ومدير التحرير للمجلة ومن ينوبهما فقط 3 -تحدد المنشورة بمنشور واحد فقط للعضوا في اليوم اعتباراً من هذا اليوم1تموز2017 واثنين للمسؤولين والمشرفين تقديراً لجهودهم على الجميع الالتزام بما ورد اعلاه مع الشكر والتقدير للجميع . الاستاذ الأديب الشاعر ماجد محمد طلال السوداني مستشار مؤسسة مؤسسة السياب اليكترونية للادب والثقافة والمشرف الاداري العام للمؤسسة والمسؤول عن تنفيذ سياستها

مساحة إعلانية

مؤسسة السياب للثقافة والآداب للمزيد من المعلومات والاستفسار الإتصال بنا على الهاتف مراعاة الرمز البلد(العراق) 00964 07803776116

تــــنويــة

كاريكاتير اليوم

كاريكاتير اليوم