( وجه الصفيح )
منذ الطفولة زار طيفك أقفاص قلبي الطري
عرفت سوف يأتي بك الزمان لأرى جنتي في زمن عينيك
كبرت .. وكبرت ..
كبر انتظاري... لعلك تأتين بسلة الرطب لتسدي جوع النخيل في أعماقي
كنت أراك بابتسامة وعيون الأطفال حين يأتي النهار بلا تاريخ
وعرفت أنك قدري الموسوم علي أجنحة أضلاعي
وترف الطريق الى أحلامي كأنك شرائع الله في صمت الدروب إلي
أقشر بصلة روحي بذهنية أيامي التي لم تعد تراني بصمت أنتظرك
أصبحت خيولي بلا لجام تثقلها تراب السنين في لقاك
أشعر بها تتناوب النعاس على وسادة أيامي الغافية دون حنين
حتى صرت ليس أنا سوى حلم أستفاق بلا ذاكرة
تحمله غيم الأمس الى عيون النائمين تحت عباءة المطر
أتلو نشيدي المكتوم من حطام أسفاري إليك
معفرا بتراب الطريق كالمشاة الذين يذهبون الى المجهول حفاة الأقدام
ولم يبق لي غير لعنة الأقدار تغلق كل دروبي
كأنك كل ما بقى من النساء في أكون الحياة
تتناهشني لعنه أطفال الملائكة عند الرب عندما تصبح السماء بلا أعمدة
تتثاقل خطاي في المسافات التي تحلم بك قبل المساء الأخير
أيتها المتيسمة على ضفاف أنفاسي عند احتراق القلب
تذكري ما رأيت أجمل منك في الكون ..فأنزعي عنك وجه الصفيح
أبعدي صوت الهواء حين يحشرج في حنجرتك ، وتعلمي كيف توقدين مبخرة الأشواق
لكي أترك القلب كدليلي إليك ...
عرفتك طفلة تشاكس الريح حين تصطف العصافير على أشجار روحك
أتركي كل ما كنتِ ترتديه من أثواب في زمن مقفول الأبواب
وقد منحتك الحرية الباقية من السماء على الأرض
كالطير الأبيض يرفرف بأجنحة اليقين لأيامي الباقية من عمري
فلا تثقليه بحجارة الأمس الذي كسرت كل مرايا ضوء أيامك
لا تعيشي معي كانقسام القمر الى نصفين ؛ نصف يعرج بين النجوم كتقاويم نهاية الأشهر...
والأخر تعميه الدروب بسراب الأيام الخالية من الحب ؛ كسرطان على وجه الروح
بعدك أعيش بأيام قاسية تضيع فيها اتجاهات نبض القلب
أصبح خالي من لحظات عمري الذاهبة إلي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق