عدا "الشمسَ " في فرانكشتانيّة سعداويّ، ليست كلُّ الامتزاجات مخيفة، حتى أكثرها قسوة، تلك التي مازجتْ بينَ دموع ألأم وحبيبها الشهيد، فنتيجتُها إحياء الأمم واستنهاضها من استئلاف الظلم وتقبّل الجور. هكذا نتداولُ الأيامَ، امتزاجاتٌ ومزاجات، امتزاجاتٌ لم نألفْها ومزاجات هجينة طارئة، حتى بديهيات المفاهيم قد شابَ وضوحها عورٌ، أو ربّما قد امتزجت المتناقضات وصار من الصعب أن نعرفَ جذرَ قياسِها. فترى مزاجاً يخلط الليل بالنهار يلعنهما معاً، يكسرُ مرآة قلبه، ثم يحبو يلملم أجزاءها، ليمزجها من جديد، لكنّ العودةَ شيء آخر، كرّة أخرى، ربّما قد ضاع جزء من ركام أيامنا ليحدث شرخ في المرآة. هدوء الليل وامتزاج لنسيم دجلة بأريج القهوة الفواح، مع روحٍ نقية، تخبرك أنّ الدنيا لا يشوّه وجهُها اللئامُ، وأنّ الخيرَ يثمرُ سريعاً حيثُ يكونُ الاخيارُ، ساعةَ نهربُ فيها من صخبِ المزاجاتِ الهجينةِ؛ لنرويَ أرواحَنا ببقايا فطرةِ الله.
بقلم: بشار ساجت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق