كتَبَ الكاتب السياسي الكبير (فراس السامرائي) دراستهُ النقدية، في قصتي التي تحمل عنوان (عُذراً كويت).
قبل الدخول في الأحداث لابد من الإشارة إلى نقطة جوهرية وضعتها الكاتبة هند العميد بحرفية عالية جداً في ثنايا القصة ألا وهي (العاطفة)!
العاطفة، هذا الوتر الذي لا يتقن اللعب عليه إلا المحترفون، فتهييج المشاعر واستمالة العاطفة هو أخطر سلاح يفضي بالعائلة الصغيرة والمجمتع الكبير إلى الهاوية.
فطلبات الطفل المدلل تلبيها عاطفة الأم والأب، وطلبات الزوجة أو الحبيبة الشابة الجميلة تلبيها عاطفة الزوج او الحبيب، وطلبات إمام المسجد على المنبر تلبيها عاطفة دموع المصلين، وطلبات الحكومة تلبيها عاطفة الشعب عندما تشحذ منهم المشاعر والهمم وتجيشها باتجاه الشر ظناً منهم أنهم يُحسنون صُنْعاً، فهذا ما وضعته الكاتبة هند العميد بذكاء في ثنايا قصتها عندما جذبت عاطفة القارئ لتنتهي فيه بكارثة ألا وهي أحداث الكويت التي تقدم لها إعتذاراً في ختام الحكاية، فكان لابد أن تضع العنصر النسائي كمطلع يشد القارئ وكربط للأحداث الدرامية مع واقع العراق في تلك المدة.
فالحكومة - آنذاك - احتاجت العاطفة من الشعب لخوض المعركة الجديدة، فاختارت بحرفية العنصر النسائي ألا وهو شرف العراقيات الذي قيل عنه إنه تطاول عليه حكام دولة الكويت، فكان الرد قاسياً وصارماً انتهى بتدمير دولتين جارتين مسلمتين ما زالتا إلى الآن تدفعان ضريبة تلك الزلة أو الغفلة أو الدهاء أو المكر أو الخبث سموه ما شئتم لأن العاطفة متلبسة فيه إلى يومنا هذا. لا نعرف هل كنا على صواب أم كنا على خطأ، لكن في نهاية المطاف الموضوع انتهى ونحن أبناء اليوم، وتبقى العاطفة وحمل ذكريات الألم من تلك التجربة القاسية تحتّم علينا عندما نذكرها أن نتقدم بالاعتذار لأنفسنا أولاً كوننا وظفنا أسمى ما في أنفسنا في طريق الشر، ثانياً أن نتقدم للشعب الكويتي بالاعتذار من باب التسامح والعفو لأنه من شيم الرجال الذين لا يتعاملون بمثل هكذا مواقف مصيرية بالعاطفة، وهذا مغزى القصة للكاتبة المحترفة هند العميد التي بدأتها بمشهد درامي يمثل شرف العراقيات ثم قساوة الأخ واندفاع الأب ثم عاطفة ثم صدمة ثم اعتذار بروح رجلٍ أصيل.. فشكراً لهند العميد.. وعذراً يا كويت.
ملاحظة:
إذا قرأت النص بروح العاطفة أيضاً ستتعاطف مع دولة الكويت وتنضم إلى قافلة الاعتذار.
١٥/٩/٢٠١٧

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق