نص أدبي
الطرف الآخر
لعل من أشد وأصعب أوقات حياتك التي مررت وتمر بها وستمر بها فيما بعد وأنت في حب جنوني وصفه ذاك الطرف الآخر ألا تجد مقابلاً لذلك ، تتمنى لو لم تكن أو لم يُخلق هذا العشق اللعين في فؤادك ، وعندما تهيم فيك الأفكار إلى حد تُوجع فيها عقلك ورأسك وحتى جسدك تجد نفسك حائراً فتلطم جمجمتك لأقرب حائط لديك عله وجعك يُنسيك وجعاً لا نهائي ، ثم تركن في زاوية صغيرة ، تجلس بكل ثقلك وتستسلم لحالك الذي يرثى له؛ فتضع يديك فوق رأسك وتعصره بين ركبتيك مغمض العينين تستنجد إلهك الذي جعل هذا الحب عبئاً ثقيلاً عليك ؛ ثم تنهض ببطئ شديد ، لتسير في أرجاء المنزل بخطوات عشوائية، تجر معها خيبتك في الحب.
إنه ليس إرادتك ، فالطرف الآخر يظن أنك تملك حرية التقيد بمشاعرك وأحاسيسك تجاهه التي لا مبرر لها سوى أنك عشقته لِمَ؟ ولماذا؟ وكيف ؟ لا تدري ! ولو عَلِم الطرف الآخر وجعك لَما خطا خطوة الرحيل أو دناها ولَما تفوّه بأقسى عبارات الألم التي تحز كسكين على رقبتك أو كسلك رفيع يخنقك ، وتلك النبضات التي تتهيج مسرعة تكادها تقف مصحوبة بأنفاس مثقلة بألم لا يجاريه ألم ، وأنين كأنين كهل شارف على الموت؛
عندها تتمنى لو أنك مت فعلاً لتتخلص من هذا الوجع الذي يسيطر عليك رهبة من أن تكره حبك وتتعلق أكثر بمن أحببت.
أجل ، إنه جنون أو أشبه بالجنون ولكن تلك الأسطورة التي تعيشها -ضمن مملكتك- رغماً عنك ؛ فحين تتحدث إليه يُجبرك هذا الألم على كتمان ما بداخلك من شعور خوفاً لأن ينظر الطرف الآخر لمشاعرك باستهزاء وازدراء ولا مبالاة واصفك ببعدك عن الواقع ، ورغم ذلك تبقى عاشقاً مخلصاً لِمَ تكنه من حب له عله ذات يوم يشعر بك.
رغماً عن أنفك تستمر بالصمت وتهجر جميع كلمات الحب وتحتفظ بها لنفسك في ذاكرتك وعلى صفحات دفاترك تخبره بما تشاء فهنا لن يُخرسك أو تُخرسك كلماته الجارحة ولن تتقيد بأسلوب معين فرضه ذاك الواقع المرير الذي خصه فيك ، فاللوعة التي تكبت غيظ حرمانك بوجوده أمامك ، تستحضر طيفه فتجالسه وتحدثه وتعانقه من الغبطة المؤقتة وتخبره بما لديك ولاااااا يقتنع عقلك بهذا المغيب الطويل وبهذا الكم الهائل من كتمان ما أنت بحاجة للبوح به ، فتعاود الكَرّة لتحدثه ولكن بصمت ، تكتم عبارات ولهك، فالمهم بتصورك أنك تكلمه.
هذااااا أعظم ما ابتلي به قلب أحب بصدق ووجد نتيجة إخلاصه بِخلاص الطرف الآخر منه باختياره الرحيل، فالذي تعود لعبة الرحيل والبقاء والعكس صحيح لا يهمه أن يتخذها عادة يومية اعتاد على فعلها دوماً لأنه بارع بهذه اللعبة وبرع فيها وقادر على كيفية التحكم بها ؛
وبعد كل هذا تكون قد تعلمت منه متى تبقى ومتى ترحل وكيف تسقط وكيف تنهض وكيف تتعب وكيف تستريح بعد تكسير جوانحك التي أدمنت وجوده معك .
كل ذلك يصبح يُسراً رغم عُسرته فالحجر رغم قساوته إلا أنه يتفتت عند أول سقطة في مهب ريح تعصف أرجاءه.
هذا هو القلب المتحجر لا بد من يوم ويلين وقتها تجد لحبك أفاقاً أوسعَ تُلامسه الواقعية الغالبة لأحلامك فترضخ لها عابساً ساخراً من آلامك وتستفيق من حب جنوني لحب أعقل وأنضج.
رهام حلبي Reham Hlaby
سوريا / حلب
نص أدبي // الطرف الآخر // بقلم الأستاذة رهام حلبي Reham Hlaby
آخر الأخبار
أنا أبنك ياعراق وعاشگك حد الجنون لو تخون الدنيا كلها لا تظن أبنك يخون . أنا عــراقـي
تابعونا على الفيس بوك
مؤسسة السياب الإليكترونية تجمع ثقافي عربي بلا حدود
هل تعلمين .. وأنا أبحثُ عنّي ؟! كنتِ هنا فأكتفيتُ بأنكِ امرأتي التي حلمتُ بها لأرتديها قصيدة وألوّنها بالحروف . منى الصرّاف / العراق
# إبتسم .. الدنيا متسوه - ما إجتمع أربعة رجال بمكان واحد إلا وكانت النار وراء أفعالهم ! وما إجتمعت ثلاثة نساء بمكان آخر إلا وأحرقنّ الرابعة الغائبة ! منى الصرّاف / العراق
مؤسسة السياب للثقافة والآداب
كل عام والمرأة اينما كانت بالف خير انتم نحن .. بعيدا عن فوضى الهويات .. نسكن الارض نفسها ونتنفس الهواء ذاته انه التعايش الانساني المشترك .. تجاوزنا حاجز الثقافة واللغة واسسنا لغة الجمال .. ( بقليل من الطين وكثير من الحب هكذا تصنع الاوطان ) منى الصرّاف / العراق
من منّا حين عجزت أدواته لم يحلم بفانوس سحريّ أو بساط طائر لتحقيق أمنياته ليصحو بعد ذلك لعيش قسوة الحياة ، كيف باستطاعتنا الدخول في معركة بمفردنا نعرف سلفا سنخرج منها بخسارة كبيرة ، حتى لو امتلكنا الشّجاعة لمطاردة أحلامنا ، فكيف نصل الهدف دون معرفة أدواته ، فللشجاعة أيضا أدواتها ، حين تكون اليد خالية فأحلامنا سرعان ما تذبل ، أمّا البطولة فهي تحدث فقط ! دون التخطيط لها . منى الصرّاف / العراق من رواية ( للعشق جناحان من نار )
روايتي ( بتوقيت بغداد ) وفي اول طرح لها في بغداد بعد مشاركتها في العديد من المعارض الدولية الصادرة عن دار النخبة في جمهورية مصر العربية ومجموعتي القصصية ( للخوف ظل طويل ) في طبعتها الثانية الصادرة عن دار كيوان في سوريا ستجدونها في بغداد - شارع المتنبي - مجمع الميالي في دار ومكتبة ... ( الكا ) للنشر وبامكان الدار ايصالها لاي شخص يرغب من المحافظات العراقية حين الاتصال بهاتفهم المعلن على واجهتها . الكاتبة والشاعرة منى الصراف
الـنصوص الأكثر قــراءة من قبل الزائرين
مجلة السياب الليكترونية / قــسم الارشيف
آخر المشاركات على موقعنا
أهلاً وسهلاً بك أنت الزائر رقم
الصفحة الرئيسية
مـن أجـل سـلامـتـك .... بـس خـليـك بالـبيت 🙆🙋🙇👫
نصائح للجميع حول الوقاية من جائحة كورونا: ١- أهمية التباعد الإجتماعي كون فيروس كورونا لم يثبت الى اليوم انتقاله عبر الهواء لذا خليك بالبيت وعند اختلاطك بالناس إحرص ان تكون المسافة بينك وبين الاخرين من متر ونص الى مترين . ٢- غسل اليدين بالماء والصابون بإستمرار ولمدة 40 ثانية عند خروجك من الأسواق والأماكن العامة وتجب ان لا تلمس وجهك أثناء وجودك بالأماكن العامة ، ويفضل عند تواجدك بالأماكن العامة أن ترتدي قفازات عند دخولك البيت يجب وإزالتها . ٣- لست بحاجة إلى ارتداء الكمام الطبي إلا اذا كنت تعاني من العطس او عندك شكوك أنك مصاب بفيروس كورونا ، ولكن يفضل إرتدائها عندما تكون في الأسواق والأماكن العامة حتى تتجنب لمس وجهك دون إدراكك على أن يتم رميها والتخلص منها قبل دخولك البيت وانتبه أن تكون إزالتها عن الوجه بالطريقة الصحيحة حتى تتجنب ملامسة اليد لها وذلك عن طريق رفع الخيط المتصل بالأذن اليسرى بإستخدام اليد اليمنى وسحبها باتجاه الإذن اليمنى أو العكس بالعكس دون ملامسة الوجة الخارجي للكمامة. ٤- إحرص على غسل مقابض أبواب البيت الرئيسية بالماء والصابون عند دخول أي فرد من أفراد العائلة.
About the site to your language
مساحة إعلانية
شروط النشر في مجموعتنا على الفيس بوك
1- يمنع منعاً باتاً مشاركة المنشورات والفديوات في النشر ولوحظ بعض
المسؤولين والمشرفين بممارسة هذة الممارسه الخاطئة للاسف
يمنع منعاً باتاً منح الموافقات للمنشورات الطائفية والتي فيها تجاوزعلى الذات الالهية والرموز
الدينية والتاريخية ومنشورات الاعلانات التجارية
2- يمنع نشر بطاقات التهنئة للمناسبات الدينية والوطنية وتحية الصباح والمساء الامن قبل رئيس مجلس الادارة ومدير التحرير للمجلة ومن ينوبهما فقط
3 -تحدد المنشورة بمنشور واحد فقط للعضوا في اليوم اعتباراً من هذا اليوم1تموز2017 واثنين للمسؤولين والمشرفين تقديراً لجهودهم على الجميع الالتزام بما ورد اعلاه مع الشكر
والتقدير للجميع .
الاستاذ الأديب الشاعر
ماجد محمد طلال السوداني
مستشار مؤسسة مؤسسة السياب اليكترونية للادب والثقافة
والمشرف الاداري العام للمؤسسة
والمسؤول عن تنفيذ سياستها
مساحة إعلانية
مؤسسة السياب للثقافة والآداب للمزيد من المعلومات والاستفسار
الإتصال بنا على الهاتف مراعاة الرمز البلد(العراق) 00964
07803776116
كاريكاتير اليوم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق