قِصَّةٌ قصيرةٌ بعنوان : ( رَعْشَة )
يَسْألُها والثُّمالةُ قد أخذتْ مِنْ إدراكِ عقلِه الكثيرَ ، ولعَمْرِي إنَّ ثُمالةَ الكأس لأقلُّ وقعًا من عشرينيةٍ طريةِ العودِ تتخذُ من حِجرِه مَقعدًا، وأنفُه تائِهةٌ بينَ تموُّجِ شَعَرِها الغَجرِيِّ الطَّويلِ ، وجهادِه المُتعَبِ بأن يشعرَها بينَ الفَينةِ والأخرى بأنَّ أسْفَلَه لايزالُ يستحقُّ علوَّ سقفِ التوقعِ ، حتى وإنْ عاثَ الشيبُ خَرابًا بسوادِ الشعرِ ، والخطوطُ الدقيقةُ قسمتْ طبقاتِ جلدِ وجهِهِ الغليظِ ، هَلْ تحبينني؟ ! تضحكُ بازدراءٍ مريرٍ ، تتلألأ عيناها بألفِ لعنةٍ تَصبِغُ بها حظَّها ، ولم تكنْ تُجيبُه لولا استياؤه سيدقُّ ناقوسَ صوتِ صغارِها وهم يتضورون جوعًا : وهَلْ مَنْ مثلنا يعرفون الحبَّ يا سيدُ ؟! ها أنتَ يقيدُ بنصرَكَ الأيسرَ خَاتمٌ قدْ تصدأ بحكمِ السنين ولم يتركْ أثرًا في ضميرِكَ ، وها أنا أحَارِبُ رعشةَ جوعِ أطفالي بثمنِ رعشةٍ.
هنـــد العميـــد/ العـــراق

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق