حُــبٌ جُنونــي..
د.هاشم عبود الموسوي
هل ما زال في قرننا الحادي والعشرين حُبٌ أُسطوري؟!، ينتهي بصاحبه إلى الجنون أو الموت؟ وأنا أحاول أن أُدوّن، ما سمعت عن معاصي عاشقٍ مجنون.
هو لم يراها ... وهي لم تراه... أُغرم بها من خلال مراسلاتهما البريدية، وأحبها حباً جنونياً... هي كان لها أسبابها في عدم استجابتها لمشاعره نحوها.. لكنها عطفت عليه في مراحل بوحه الأول.. ولم تستطع أن تستمر في مجاراته.. فكتب لها آخر رسائله، متفائلاً بالموت، آملاً أن يدعوها ذلك لتذرف دمعةً على قبره.
وفي إغراق شعر هذا الشاعر ودفقاته التي تُفشي بالمد الحسّي لديه، يصير الشاعر العاشق نافورةً من الدم تُبلّلنا برذاذ الوجع ورهج الأسرار.
كان امتهانٌ
للتصوف في الغرام
كم كانَ يسهر
لا ينام
***
لو أقفرت
أرحام هذي الأرض
واختفت النساء
لراحَ عند الشاطئ المهجور
مُنتظراً خُطاها
يأتي إليه الحُوت
يحملُ مِ البحار
أحلى عرائسه
ويفخرُ بالبشائرِ
هو لا يُساوم
إن لم تكن هي قد أتته
يروح كالمجنون
يبكي ويصيح
"ليس في البحر محارٌ
أو لآلئ
رُبّما نزوة شاعر
أنتِ من علّمتِهِ شِعرَ الغزل
هو لم يكتُب شِعراً
هو ما كانَ بِشاعِر
صارَ من حُبِّه يهذي
يتغزّل
فالتاً منه اللسان
هذه آخر ما خطّت يداه
... ... ...
هوذا جلجامش المُتعب من رِحلتهِ
سوف يُنهي ما تبقّى من دُوار
فيموتُ الشاعرُ المحزونُ
في عِزِّ اغتصابات الجنون
آنذاكَ
اكتبي كل القصائدِ
بِرثاءٍ ليس مدفوعاً بأجرْ
اكتبي ما بين تأريخ الولادة والممات
مَرَّ يخطو هامساً بالكلمات
"أنتِ من أحببتُ أنتِ
ثملاً كانَ بِحُبِّي ثم مات
وأرضعيني همسات..
تحت أثداء السكينةْ
نازلاتٌ كالدموعْ
فوق قبري
وخُذي حفنةَ شوقٍ من تُرابي
وانثريها في الرياح
واسمعي صوتي يُناديكِ بأنِّي
لستُ نادم
أحمد الله الذي
أسقطَ دمعاً فوق قبري
... ... ...
أتُريدُ تزرع في الوضوح
غموض سرّكَ
كي تنام
أنتَ ما مسّت يداكَ لها يداً
أيَعْرِفُ قبْرَكَ خطوها
لو أنَّها جاءت إليك
أَتَروحُ تُمْسِكُ بالقدمين
مُعترفاً بأنك..
قد شُفِيتُ من الغرام
ربما تبقى على قبرك
صفصافة ظلٍ
أنتَ ترقدُ في سلامْ
لا حُراك ولا كلامْ
د.هاشم عبود الموسوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق