من رموز البصرة « النورس البصري» // بقلم الأستاذ الأديب الشاعر المبجل عبدالجبار الفياض //العراق

. . ليست هناك تعليقات:

من رموز البصرة

النورس البصري

       إلى روح صديقي الشاعر المرحوم        
                 مصطفى عبد الله *
       (ولد في البصرة ومات مغترباً في        المغرب )

أيُّها الشّاطئُ المَنفيُّ في عيونِ نوارسِه . . .
إنّهُ
كانَ بلا أجنحة
لكنّهُ كان قادراً على الطّيران . . .
لِمَ تُوقدُ شموعاً بدمعٍ
يسخرُ من ألم ؟
وأنتَ ترى بقايا
ألقى بها البحرُ إليك
أهكذا يودعُ أسيادَهُ الموْج  !
. . . . .
في أزقّةِ العشّار
أودعتْ ثيابَها القصيدةُ جعْبةَ صُعلوكٍ
يبحثُ عمّا يحتسيهِ عروةُ بن الورد . . .
تتجاذبُهُ شطحاتٌ مجنونة
لا تأبَهُ بما حولَها
إلى مجلسٍ
تتفسّخُ فيهِ الأسماء . . .
لا حديثَ
يغسلُ عينيْه من رَمَد . . .
صنميّون
يقتسمونَ الظّلامَ في صُواعٍ مسروق
ليس لهم إلآ ما لنبّاشٍ
يسرقُ الأكفانَ في زمنٍ غابر . . .
. . . . .
ريحٌ جنوبيّة
تحملُ الهولو١ مُشبعاً برائحةِ البحر
تلتصقُ بأجسادٍ
تتنفّسُ همّاً يوميّاُ لا يُغادر . . . 
كبارٌ
يحضرون من غيرِ بساطٍ أحمر
فهم لا يُحسنون خُيلاءَ السّنابلِ الفارغة    
يجلسون على رصيفٍ حجريّ . . .
محفوظ
يصفّقُ لاولادِ حارتهِ العابرينَ متاريسَ الخوْف . . . ٢
ولسن
يتحدّثُ عن ساعاتِ ضياعِهِ الأخيرةَ في سوهو ٣
هيمنغواي
يعلنُ أنّ أجراساًجديدةً ستُقرَع . . .٤
وآخرون عيونٌ
يشربونَ الشّايَ فقط . . .
. . . . .
مع صاحبِ صفراء
لا يصحبُها حَزن
ساعةَ تنفلتُ من دثارِها عارية . . .
يتسارّان . . .
ثم
يغادرانِ  إلى أقربِ حانةٍ بائسة
تنشرُ غسيلَها على حبلٍ فاسق . . .
بينَ ( ليتَ للبرّاقِ عيناً . . . )٥
طقطقةِ (هان الود ) . . .٦
تصطرعُ في فمهِ حروفٌ لبتراءَ
علّقها ابنُ ثقيفٍ على نصلِ سيفِه
لتنتهيَ لعنةً ثملةً على لسانِ صعلوكٍ
يتأبّطُ كتاباً !
. . . . .
تضيقُ بيومِها ذاتُ حنّاءٍ وسعْف
رِئةً مثقوبة
لم تدعْهُ
يتنفّسُ كونَهُ كما يُريد . . .
أربابٌ بظلٍّ مُستعار
ترقُّ خطوطَ الطّولِ والعَرض
أبجديّةَ البوْح
بيوتَ الله . . .
الزّمنُ
يُخنقُ بحبلٍ من مَسد . . .
ذهبَ بعيداً
ما كانَ يرسمُهُ بألوانِ غدٍ مفتوحِ الأزرار . . .
وسادتُهُ مقبرة
لم تعُدْ تستوعبُ أحلاماً ميّتة . . .
سئمَ أنْ يستمرَّ حفّاراً
تقتاتُ صمتَهُ القبور  . . .
الدّورانُ
يبتسمُ لرَحاه
لا يخلّفُ إلآ علاماتِ استفهامٍ لا تلحقُ به !
. . . . .
رحيل . . . 
القلبُ بوصلةٌ لا تُخطئ
لكنْ
ما لشطِّها أنْ يستحيلَ جَرّةً تُحمَل . . .
كيفَ لخصيبِها أنْ يتصحّرَ ثُمالةً في آخرِ كأس ؟
هي
مَنْ إليها
يُشدُّ الرّحال . . .
لا تعذليه . . .
أُبرمَ ما قدْ تباعدَ في قادمِ يومِه . . .
استودعَ أبنُ زريقٍ بغدادَ قمراً
فماذا استوعَ ابنُ عبدِ اللهِ البصرة ؟
قذفتْهُ في أقصاها جُرحاً لآخرِ الدّواء . . .
لكنَّ العِشقَ لا تُفتتْهُ غُربة !
فهلْ سيعودُ أُديسيوس سالماً من رحلةِ الموت ؟
. . . . .
بنشوةِ قُبْلةٍ
ذوّبتْ شفاهَ السّفر
لبيضاءَ أذهلتْهُ . . .
بعدَ سمراءَ
اشترتْ منهُ نظرةَ عشقِهِ الأُولى . . .٧
هُنا
ضليلٌ
استيقظَ في جفونهِ نومٌ أبدي . . .
لامستْ روحُهُ الثّرى
لكنْ
ليسَ قبلَ أنْ يَهَبَ العشقَ أنفاسَهُ الأخيرة . . .
أوّاه
لو أنّ جناحَ هُدهُدٍ
يأتيهِ بنبأٍ من بصرته . . .
لاتَ حينَ خيارٍ بينَ هذا وذاك
كُلُّ شئٍ في عينيْه يَحتضر
إلآ متاهاتِ صِباه . . .
قصائدَ لم يطمثْهنَّ مُنبرٌ بعد . . .
أماسيَ
ما ارتديْنَ دونَ مُحتسٍ حجاباً . . .
لكنَّهُ الغروبُ بذيلهِ الأصفر
يعبثُ بآخرِ أوراقِه  . . .
لا يُدرى على أيِّ طيفٍ
أُطبقتْ جفون ؟
أيُّها المُتصدّقُ على بلدِكَ بقبر . . .
نَمْ
عسى
أنْ تغشاكَ رحمةٌ من ليلِ مرابدِه   !
. . . . .

عبد الجبار الفياض
كانون الأول/ 2018

١- موال بحري .
٢- رواية أولاد حارتنا : نجيب محفوظ .
٣- ضياع في سوهو : الإنجليزي كولن ولسن .
٤- لمن تقرع الأجراس ؟ : أرنست هيمنغواي  .
من بعض ما كان يدور بيننا .
٥- القصيدة المعروفة التي تغنيها اسمهان
٦- اغنية لعبد الوهاب .
٧- البيضاء المغرب حيث توفي الشاعر فيها مهاجرا في ١/١١/١٩٨٩
ولاشك أن السمراء هي البصرة .
* مصطفى بن عبدالله البصري.
ولد في منطقة أبي الخصيب (البصرة)، وتوفي في المغرب.
عاش في العراق، والمغرب.
تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في مدينة البصرة (1953 - 1964)، ثم التحق بكلية العلوم جامعة البصرة، وتخرج فيها (1968).
عمل بتدريس مادة الكيمياء في عدد من مدارس البصرة (1968 - 1979)، ثم قصد المغرب واستقر فيها وعمل بالتدريس (1980 - 1989).
كان عضوًا باتحاد الأدباء فرع البصرة.

الإنتاج الشعري:
- له ديوان: «مكاشفات ما بعد الرحيل» - دار المدى - دمشق 1999، و«الأجنبي الجميل» - جمعه: عبدالكريم كاصد - دار الشؤون الثقافية العامة - بغداد 2004، وله قصائد نشرت في عدد من الدوريات العراقية، وله ديوان مخطوط بعنوان: «بين الكل».(منقول) .

ليست هناك تعليقات:

آخر الأخبار

3efrit blogger


أنا أبنك ياعراق وعاشگك حد الجنون لو تخون الدنيا كلها لا تظن أبنك يخون . أنا عــراقـي

تابعونا على الفيس بوك


مؤسسة السياب الإليكترونية تجمع ثقافي عربي بلا حدود

هل تعلمين .. وأنا أبحثُ عنّي ؟! كنتِ هنا فأكتفيتُ بأنكِ امرأتي التي حلمتُ بها لأرتديها قصيدة وألوّنها بالحروف . منى الصرّاف / العراق

# إبتسم .. الدنيا متسوه - ما إجتمع أربعة رجال بمكان واحد إلا وكانت النار وراء أفعالهم ! وما إجتمعت ثلاثة نساء بمكان آخر إلا وأحرقنّ الرابعة الغائبة ! منى الصرّاف / العراق

مؤسسة السياب للثقافة والآداب

مؤسسة السياب للثقافة والآداب

كل عام والمرأة اينما كانت بالف خير انتم نحن .. بعيدا عن فوضى الهويات .. نسكن الارض نفسها ونتنفس الهواء ذاته انه التعايش الانساني المشترك .. تجاوزنا حاجز الثقافة واللغة واسسنا لغة الجمال .. ( بقليل من الطين وكثير من الحب هكذا تصنع الاوطان ) منى الصرّاف / العراق

من منّا حين عجزت أدواته لم يحلم بفانوس سحريّ أو بساط طائر لتحقيق أمنياته ليصحو بعد ذلك لعيش قسوة الحياة ، كيف باستطاعتنا الدخول في معركة بمفردنا نعرف سلفا سنخرج منها بخسارة كبيرة ، حتى لو امتلكنا الشّجاعة لمطاردة أحلامنا ، فكيف نصل الهدف دون معرفة أدواته ، فللشجاعة أيضا أدواتها ، حين تكون اليد خالية فأحلامنا سرعان ما تذبل ، أمّا البطولة فهي تحدث فقط ! دون التخطيط لها . منى الصرّاف / العراق من رواية ( للعشق جناحان من نار )

روايتي ( بتوقيت بغداد ) وفي اول طرح لها في بغداد بعد مشاركتها في العديد من المعارض الدولية الصادرة عن دار النخبة في جمهورية مصر العربية ومجموعتي القصصية ( للخوف ظل طويل ) في طبعتها الثانية الصادرة عن دار كيوان في سوريا ستجدونها في بغداد - شارع المتنبي - مجمع الميالي في دار ومكتبة ... ( الكا ) للنشر وبامكان الدار ايصالها لاي شخص يرغب من المحافظات العراقية حين الاتصال بهاتفهم المعلن على واجهتها . الكاتبة والشاعرة منى الصراف

الـنصوص الأكثر قــراءة من قبل الزائرين

مجلة السياب الليكترونية / قــسم الارشيف

آخر المشاركات على موقعنا

لـــوجـه ابي بقلم الاستاذ الأديب جاسم العبيدي

أهلاً وسهلاً بك أنت الزائر رقم

الصفحة الرئيسية

مـن أجـل سـلامـتـك .... بـس خـليـك بالـبيت 🙆🙋🙇👫

مـن أجـل سـلامـتـك .... بـس خـليـك بالـبيت        🙆🙋🙇👫
نصائح للجميع حول الوقاية من جائحة كورونا: ١- أهمية التباعد الإجتماعي كون فيروس كورونا لم يثبت الى اليوم انتقاله عبر الهواء لذا خليك بالبيت وعند اختلاطك بالناس إحرص ان تكون المسافة بينك وبين الاخرين من متر ونص الى مترين . ٢- غسل اليدين بالماء والصابون بإستمرار ولمدة 40 ثانية عند خروجك من الأسواق والأماكن العامة وتجب ان لا تلمس وجهك أثناء وجودك بالأماكن العامة ، ويفضل عند تواجدك بالأماكن العامة أن ترتدي قفازات عند دخولك البيت يجب وإزالتها . ٣- لست بحاجة إلى ارتداء الكمام الطبي إلا اذا كنت تعاني من العطس او عندك شكوك أنك مصاب بفيروس كورونا ، ولكن يفضل إرتدائها عندما تكون في الأسواق والأماكن العامة حتى تتجنب لمس وجهك دون إدراكك على أن يتم رميها والتخلص منها قبل دخولك البيت وانتبه أن تكون إزالتها عن الوجه بالطريقة الصحيحة حتى تتجنب ملامسة اليد لها وذلك عن طريق رفع الخيط المتصل بالأذن اليسرى بإستخدام اليد اليمنى وسحبها باتجاه الإذن اليمنى أو العكس بالعكس دون ملامسة الوجة الخارجي للكمامة. ٤- إحرص على غسل مقابض أبواب البيت الرئيسية بالماء والصابون عند دخول أي فرد من أفراد العائلة.

About the site to your language

مساحة إعلانية

شروط النشر في مجموعتنا على الفيس بوك

1- يمنع منعاً باتاً مشاركة المنشورات والفديوات في النشر ولوحظ بعض المسؤولين والمشرفين بممارسة هذة الممارسه الخاطئة للاسف يمنع منعاً باتاً منح الموافقات للمنشورات الطائفية والتي فيها تجاوزعلى الذات الالهية والرموز الدينية والتاريخية ومنشورات الاعلانات التجارية 2- يمنع نشر بطاقات التهنئة للمناسبات الدينية والوطنية وتحية الصباح والمساء الامن قبل رئيس مجلس الادارة ومدير التحرير للمجلة ومن ينوبهما فقط 3 -تحدد المنشورة بمنشور واحد فقط للعضوا في اليوم اعتباراً من هذا اليوم1تموز2017 واثنين للمسؤولين والمشرفين تقديراً لجهودهم على الجميع الالتزام بما ورد اعلاه مع الشكر والتقدير للجميع . الاستاذ الأديب الشاعر ماجد محمد طلال السوداني مستشار مؤسسة مؤسسة السياب اليكترونية للادب والثقافة والمشرف الاداري العام للمؤسسة والمسؤول عن تنفيذ سياستها

مساحة إعلانية

مؤسسة السياب للثقافة والآداب للمزيد من المعلومات والاستفسار الإتصال بنا على الهاتف مراعاة الرمز البلد(العراق) 00964 07803776116

تــــنويــة

كاريكاتير اليوم

كاريكاتير اليوم