مسافةُ الكُحل
والعشقِ والكُحلِ الذي أخفوهُ
والتّيهِ والممشى وما نهجوهُ
قد زوّروا كلَّ المسافةِ حينما
العشقُ ضاعَ بشرعهمْ وأدوهُ
وعلى هياكلِ عُرفهم
حكموا الهوى
مثل المسيحِ مُعلّقاً صلبوهُ
للعشقِ في زمنِ الجحودِ رسائلٌ
فيها تجلّى يوسفٌ وأبوهُ
للعاشقينَ مع الوصولِ حكايةٌ
كمْ من عشيقٍ قومهُ جحدوهُ
فرموا المُتيّمَ بالجنونِ ، وتارةً
قالوا : بقيسٍ إنّهُ معتوهُ !
أواهُ كم ظلموا الجنونَ ولم يعوا
أن الجنونَ تعقّلٌ .. هو تيهُ
أُسُّ الحقيقة حلّ لا قيسٌ بلا
ليلى وصحراءٍ بها خذلوهُ
العاشقونَ بلا جوانبَ قدْ مشوا
فهوتْ بهم في الجانبينِ وجوهِ
القلبُ محضُ مسافةٍ تاهوا بهِ
هو آيةٌ يُفتي إذا سألوهُ
بقلوبهم قد كحّلوا أجسادَهم
للكُحلِ سحرٌ وحدهم فهِموهُ
فهِموا وضوءَ العينِ كُحل رموشِها
والدمعَ طهرُ الكُحلِ قد لمسوهُ
عرفوا بأنّ العشقَ كُحلُ قلوبهم
وكذا الجنونُ بعشقهم ألْفوهُ
قد لامستْ شغفَ القلوبِ عيونُهم
فالقلبُ في وصلِ العيونِ يتوهُ
قُبلاتُهم كُحلُ الشفاهِ وعشقها
فأتى لذيذٌ لثمها مسبوهُ
ليتَ الشفاهَ بلا مسافاتٍ ولا
حُجُبٍ بها يتزاحمُ المشبوهُ
عرفوا بأنّ الأبذياتِ ل(داخلٍ)
كُحلُ الجنوبِ إذا تلاها فوهُ
عرفوا بلحنِ الناي حزنَ جنوبهم
فالنايُ دسّاسٌ بما يشدوهُ
( الهورُ ) كالصحراءِ عشقهُ صادقٌ
والنايُ أبلغُ . هاهناكَ لقوهُ
يا صاحِ إن التيهَ وعيُّ مسافةٍ
دعْ سيرَ حاديهم وما يخطوهُ
يا صاحِ كلّ مسافةٍ مشبهوةٍ
والكحلُ فيها غالباً مكروهُ
ولكلّ كحلٍ في الحياةِ حقيقةٌ
كتموا الحقيقةَ حينما منعوهُ
قالوا : تشابهَ بيننا كحّالكم
بحثوا عن الكحّالِ كي يخفوهُ
يا صاحِ قدْ أخفوا المسافةَ مثلما
أخفوا أبا ذرٍّ وما ذكروهُ
مسبوه : ذاهب العقل
خيري البديري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق